أضيف في 21 فبراير 2023 الساعة 23:13


هاتفي الذكي سبب تعاستي


بقلم حسن الشهلاوي

مساء يوم جميل، كان الهدوء يعم البيت، كنت متكئا، أراوغ البرد القارص بالتحافي ببطانية و أنا أداعب هاتفي الذكي .

 تارة أتصفح مواقع التواصل الاجتماعية و تارة أخرى  أراقب حسابي البنكي عبر التطبيق ممنيا النفس لعلي أجد به من النقود ما يكفيني للنصف الباقي من هذا  الشهر .

 رغم علمي علم اليقين أن رصيده لن يسايرني أكثر من اليومين القادمين  .  كان أملي  كل أملي ! في أن تعطف علي  " كنوبس "  و استرد بعض من ثمن الأدوية التي اشتريتها و التي طال انتظارها حتى أصبحت كالمفاجأة لا تأتي إلا بعد فقدان الأمل فيها   !! .

نعم هاتفي ذكي ! فقد جعلني عبدا، مدمنا عليه ! أو بالأحرى على الأخبار المنسابة كالسيل العارم عبر  تطبيقاته . لقد شد انتباهي في الآونة الأخيرة ما يقع في الشرق.

 في شرق الكرة الأرضية من كوارث و حروب.

في أوكرانيا ،

 حرب  لا تبقي و لا تدر...... و سيمتد لهيبها  عاجلا أم أجلا إلى باقي دول العالم .

و زلزال وحد في الآلام و الدمار بين دولتين إسلاميتين متصارعتين  تركيا و سوريا.  أحياء سكنية  بكاملها نسفت ، مصانع دمرت ،أشخاص  أحياء تحت الأنقاض طمروا ، جثث تناثرت و أقلام جفت .

 الزلزال سيضرب و سيعيد الكرة و يضرب .

 و لبنان ،

 آه يا لبنان  ، كل الودائع فيه تبخرت ، و عملته انهارت  و اقتصاده يحتضر  وشعبه أو بالأحرى شعوبه " كلا إلغا بلغاه " ..... سايكس بيكو " أميدير "  .

  فلسطين ،

و مشاهد القتل اليومية  بالدم البارد و على الهواء المباشر  لن تجدها إلا في فلسطين .

و عراق ،

 ممزق بعد ما مر من هناك إعصار بول بريمر . عراق كيوسف بيع في سوق النخاسة على أيدي أشقائه و نعم الأخوة و العروبة و الإسلام ! .

 أما اليمن ،

فقد طار عاليا ، كأوراق هزتها الريح.  متى تنزل لا يعرف ذلك إلا الله و  الراسخون في العلم.

و الممسكون  بخيوط اللعبة  يقولون و الله اعلم يريدون خلق شرق أوسط كبير أو جديد " وحدة فيهم "  أو اختاروا انتم التسمية لا يهم  .

المهم أنني أرى شرقا بدون شروق !  .

لا أخفيكم سرا  لكثرت ما أدمنت على أخبار هاتفي الذكي لم اعد افهم و تبلدت أحاسيسي و لم اعد اهتم .......

 دعونا من كل هذا فلدينا ما يكفينا و يزيد ، زيد ، زيد ، زيد زيد على وزن سير ،سير ، سير ....سير على بركة  الله .

 المهم هاتفي ،بل  كل الهواتف أصبحت ذكية إلا النزر القليل!  تمارس سحرها علينا. لا أعرف كيف جعلت من أصابعنا موصلا جيدا لمخدراتها نحو عقولنا ، و وعينا و لا شعورنا و أخلاقنا و عاداتنا ونخوتنا و مجتمعنا و اقتصادنا و ...........

يتبع

بقلم حسن الشهلاوي





أضف تعليقك على المقال
*المرجو ملئ جميع الخانات و الحقول الإلزامية المشار إليها بـ

* الإسم
* عنوان التعليق
* الدولة
* التعليق




أقرأ أيضا
الجماعة الترابية لواويزغت في كف عفريت‎‎
التوقيفات والمحاكمات، وسؤال إدماج الأساتذة !
قصة قصيرة : من وحي الواقع
الحبيب المالكي يكتب : موقف البرلمان الأوروبي شارد عن التاريخ وحسن الجوار
في الثمامة نية كتيبة الرݣراݣي
مونديال 2022: المغرب لتخطي إسبانيا بعد إعادة الاعتبار لجيل 1998 (بصير)
التلاميذ في القسم ..وقلوبهم مع المنتخب الوطني ...
التصنيف الإلكتروني العالمي للمغرب سنة 2022: تقدم بطيئ في مؤشر الحكومة الإلكترونية وتقهقر في مؤشر المشاركة الإلكترونية
آي أفاق لنظام الاشتغال عن بعد بالمغرب وفرنسا؟
أين أذنك يا جحا؟ كلية آداب عين الشق تجيب بمثل جواب جحا..