أضيف في 9 يونيو 2020 الساعة 19:55


آثار وباء كورونا على العالم



    إعداد الطالب:
عبد الحكيم كارحي


في ظل خطر صحي عالمي النطاق وتشديد الوطأة على العالم، ظهر فيروس كورونا المستجد في عشرينيات القرن الماضي في الدجاج، فظهر منه كوفيد 19 الذي يصيب الإنسان؛ "وهو مرض تتسبب به سلالة جديدة من الفيروسات التاجية [كورونا]. الاسم الإنجليزي للمرض مشتق كالتالي: "CO" هما أول حرفين من كلمة كورونا "CORONA". و"VI" هما أول حرفين من كلمة فيروس "Virus"، و"D" هو أول حرف من كلمة مرض"disease" وأطلق على هذا المرض سابقا اسم 2019 Novel " . تم إعلانه وباء من قبل منظمة الصحة العالمية في 11 مارس 2020 . إذ ينتشر بسرعة بين الأفراد؛ وهو مرض فتاك، وقد تضاربت الآراء حول معرفة مصدر هذا الوباء، أي كوفيد 19، فهناك من يقول إن الولايات المتحدة الأمريكية قامت بنشره بيولوجيا للصين بهدف تدميرها اقتصاديا، بينما أطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على هذا الوباء بالفيروس الصيني، "خاصة وأن المنافسة مشتدة بين أمريكا والصين على من يتزعم العالم، فأمريكا تريد الاستمرار في مقعدها الكوني، والصين تطمح لانتزاع هذا المقعد .. وأمريكا واعية بالخطر ولا تريد "تناوبا" بفعل الاقتصاد والعلم .. ولهذا فأمريكا قامت بهذه الحروب الفيروسية من أجل لجم اندفاع الصين وطموحها العالمي !؟" . فيما اعتقد البعض أنه ظهر نتيجة تسرب غاز سام من قنبلة نووية كانت الصين وفرنسا بصدد صناعتها، في حين ذهب بعض العلماء إلى حد بعيد في الاعتقاد، على أن مصدر هذا الوباء هو الخفافيش، ومن ثمة انتقل للإنسان عبر حيوان لم يتم التعرف عليه الآن بحسب ما توصل إليه العلماء.


"ومن تداعيات انتشار فيروس كورونا استمرار الانخفاض الشديد في أسعار النفط [...) وقد ازداد هذا الانخفاض حدة نتيجة لحرب أسعار النفط، مما أدى إلى خسارة المنطقة إيرادات نفطية قيمتها الصافية 11 مليار دولار تقريبا، وذلك في الفترة من كانون الثاني/ يناير إلى منتصف آذار/ مارس 2020 [...]" ، ففي هذه الفترة "تكبدت الشركات في المنطقة العربية خسائر فادحة من رأس المال السوقي، بلغت قيمتها 420 مليار دولار. الخسائر سجلتها ثروة هذه الشركات تعادل نسبة 8 في المائة من إجمالي ثروة المنطقة" ، "ومن المتوقع أن تخسر المنطقة ما لا يقل عن 1.7 مليون وظيفة في عام 2020" .


         ويؤكد "وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر في مقال له بصحيفة وول ستريت جورنال، أن جائحة كورونا ستغير النظام العالمي للأبد، وأن الأضرار التي ألحقها تفشي فيروس كورونا المستجد بالصحة قد تكون مؤقتة، إلا أن الاضطرابات السياسية والاقتصادية التي أطلقها قد تستمر لأجيال عديدة" .
         "وحث كيسنجر الإدارة الأميركية على التركيز على ثلاثة مجالات رئيسية لمواجهة تداعيات الوباء محليا وعالميا:
         أولها تعزيز قدرة العالم على مقاومة الأمراض المعدية، وذلك من خلال تطوير البحث العلمي.
         أما المجال الثاني فهو السعي الحثيث لمعالجة الأضرار التي لحقت بالاقتصاد العالمي جراء تفشي الوباء والتي لم يسبق مثيلا لها من السرعة وسعة النطاق.
         كما حث الإدارة الأميركية على حماية مبادئ النظام العالمي الليبرالي بصفتها المجال الثالث الذي ينبغي التركيز عليه.


         وختم كيسنجر بالقول: إن التحدي التاريخي الذي يواجه عادة العالم في الوقت الراهن هو إدارة الأزمة وبناء المستقبل في آن واحد، وإن الفشل في هذا التحدي قد يؤدي إلى إشعال العالم" . بينما أورد طارق السويدان في مقال له حول كورونا وتطور نظرية المؤامرة الذي تحدث عنه سعيد الحاج قائلا: "أول ما ظهر في الصين: عقابي إلهي على ما فعلوه بالمسلمين [...) حين بدأ أثره يظهر على الصين اقتصاديا: سلاح أمريكي لتدمير الاقتصاد الصيني ..." .
         كما اعتبر نعوم تشومسكي في مقال له بعنوان "ما بعد كورونا أخطر من الوضع الراهن" أن "فيروس كورونا التاجي خطير بما فيه الكفاية، لكن من الجدير بالذكر أننا نقترب من الرعب الأعظم، وهو السباق إلى حافة الكارثة، وهو حدث أسوأ بكثير من أي شيء حدث للإنسان عبر التاريخ. ترمب وأتباعه هم في صدارة هذا السباق نحو الهاوية. الهاوية التي تتمثل في الواقع بتهديدين هائلين وجوديين. الأول التهديد المتزايد لاندلاع حرب نووية، والآخر، هو التهديد المتزايد للاحتباس الحراري" .


         ومن جهته أفاد رئيس الاتحاد العالمي الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين أحمد الريسوني بالقول: "إن النازلة التي ألمت بالبشرية في الوقت الراهن، والمتمثلة في جائحة كورونا، لا تخرج عن كونها سنة من سنن الابتلاء مهما كانت أسبابها، مشددا على أن المؤمن والعاقل لا بد أن يتفكر ويسأل نفسه: كيف يستفيد من البلاء الذي حل به؟ وما العبر والدروس التي يجب أن يستفيدها من هذا البلاء؟" . وأكد الريسوني –خلال استضافته في برنامج "الشريعة والحياة في رمضان" بتاريخ (27 /4 /2020) قائلا: "إن جائحة كورونا جعلت الكثير من الدول والمنظمات والمؤسسات تراجع أداءها وسلوكها، حيث خرجت معظم الدول بقناعة؛ هي عدم جاهزية نظامها الصحي والاقتصادي، واتخذت قرارات بتغيير أسلوب تعاطيها مع هذين النظامين، وغيرهما من الأنظمة، لتكون أكثر استعدادا في المستقبل" . وأوضح أيضا "أن المؤمنين والعقلاء، سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين أو غيرهم، استفادوا من جائحة كورونا، حيث أعادوا النظر كثيرا في أسلوب حياتهم وسلوكهم، واتخذوا قرارات مهمة بشأن سلوكهم في المستقبل، حيث يتوقفون عن إهدار الوقت والمال" .
ومهما يكن من أمر فإن هذا الفيروس ضرب أرجاؤه مختلف دول العالم، وقد ابتدأت شرارته الأولى من القارة الآسيوية بإقليم ووهان بالصين تحديدا أواخر سنة 2019م، فتم فرض حصار على الإقليم للحد من انتشاره، وكان لهذا الوباء عواقب جد وخيمة راح ضحيته قرابة مليوني مصاب بالعالم إلى حدود يوم الثلاثاء 2020/ 4/ 14، وقد أودى فيروس كوفيد 19 بحياة أشخاص عبر مختلف الدول،  إذ بلغ إجمالي الوفيات نحو 117 ألف حالة وفاة بالعالم إلى حدود التاريخ السالف الذكر، لكن في مقابل ذلك تجاوز عدد المتعافين مئة ألف، وتعتبر فئة المسنين أكثر عرضة بهذا الوباء نظرا لضعف مناعتهم، لكن في مقابل ذلك "هناك فئة مسكوت عنها، وهي فئة الأطفال في عبور هذه الجائحة .. فهل الأمر يعود إلى تلك الشائعة (ربما) التي تقول بأن الأطفال في منأى ومناعة تجاه هذه الجائحة ... يؤكد البروفسور بنجسوس في "العمق" في (عدد 28 مارس 2020) عن سؤال علاقة الأطفال بالفيروس المشؤوم بأن هذه الفئة يصيبها أيضا، إنما أعراض الفيروس    لا تظهر بسرعة .. ميزة الأطفال أنهم لا تظهر عليهم الأعراض بالسرعة وبالحدة التي تظهر على الأشخاص البالغين، كما أن المظاهر والأعراض الخطيرة لا تظهر بكثرة على الأطفال" . ويصف المؤرخ الإسلامي عبد الرحمن ابن خلدون وباء الطاعون الذي حل بالعالم الإسلامي منتصف القرن 14م شبيه بوباء كورونا الذي اجتاح العالم بأسره، إذ يقول في هذا الصدد: "هذا إلى ما نزل بالعمران شرقا وغربا في منتصف هذه المئة الثامنة من الطاعون الجارف، الذي تحيّف الأمم وذهب بأهل الجيل، وطوى كثيرا من محاسن العمران ومحاها، وجاء هذا الوباء للدول على حين هرمها، وبلوغ الغاية من مداها، فخربت الأمصار والعمران وضعفت الدول والقبائل، وقلص من جاهها، وقل من حدها، وأوهن من سلطانها وتداعت إلى التلاشي والاضمحلال أحوالها، وانتقص عمران الأرض بانتقاص البشر، فخربت الأمصار والمصانع، ودرست السبل والمعالم، وخلت الديار والمنازل، وضعفت الدول والقبائل، وتبدل الساكن، وكأنى بالمشرق قد نزل به مثل ما نزل بالمغرب، لكن على نسبته ومقدار عمرانه" ، فتركها قاعا صفصفا كأنها لم تغن بالأمس، حتى تنبأ البعض بانهيار اقتصاد دول كبرى كالولايات المتحدة الأمريكية والصين، وقد انتشر هذا الوباء وسط نشوب أزمات سياسية وحروب أهلية والمتمثلة في مجموعة من الدول كليبيا وسوريا واليمن والعراق ...، وأيضا محاربة التطرف والإرهاب.


ومن أعراض هذا الوباء، كالحمى والإرهاق والسعال الجاف. وقد يعاني بعض المرضى من الآلام والأوجاع، أو احتقان الأنف، أو الرشح أو ألم الحلق، أو الإسهال. وعادة ما تكون هذه الأعراض خفيفة وتبدأ تدريجيا .
وتبعا لذلك فقد تم تسجيل 240 82 إصابة بفيروس كورونا بالصين منذ بدء هذا الوباء إلى يوم الثلاثاء 2020/ 4/ 14، مما اضطرت هذه الأخيرة لأن تشيد مستشفى في ظرف ستة أيام، و877 74 إصابة بإيران، كما تم تسجيل 4987 إصابة بماليزيا، و397 إصابة بالأردن، و323 إصابة بفلسطين، و641 إصابة بلبنان، وأما دول الخليج العربي فقد عرفت عدة إصابات بهذا الوباء، ففي دولة قطر فقد تم تسجيل 3428 حالة، و813 إصابة بسلطنة عمان، و1355 حالة بالكويت، و161 إصابة بالبحرين، و5369 حالة بالسعودية، و4933 حالة مؤكدة بالإمارات العربية المتحدة .
وبما أن هذا الوباء سريع الانتشار فقد ضرب أيضا دول القارة الأوروبية، ففي ألمانيا على سبيل المثال فقد تم تسجيل 125098 حالة مؤكدة، وبريطانيا بما مجموع الإصابات وصل إلى 93873 حالة مؤكدة، حيث تم إصابة رئيس وزرائها بوريس جونسون فاضطر للجوء للحجر الصحي، وكذا للتنفس الاصطناعي، فكلف وزير خارجيته دومنيك راب القيام بأعمال رئيس الوزراء إلى حين شفاء جونسون، وأما هولندا فقد سجلت 419 27 إصابة مؤكدة، وقد تم تسجيل 119 31 حالة ببلجيكا و6566 إصابة بالنرويج، و21102 بروسيا، كما تم تسجيل 172541 إصابة بإسبانيا، و98769 إصابة بفرنسا، وأما تركيا فقد سجلت 65111، في حين سجلت إيطاليا 104291 حالة مؤكدة .
وبالقارة الأمريكية فقد تم تسجيل باليوم الموالي، أي في 2020/ 4/ 15، 545086 حالة مؤكدة بفيروس كورونا بالولايات المتحدة الأمريكية، و18047 إصابة بكندا، و10497 إصابة بالبرازيل حيث أصيب رئيسها جايير بولسونارو بهذا الوباء وتم إخضاعه للحجر الصحي .
وبخصوص القارة الإفريقية، فقد بلغ إجمالي الإصابات المؤكدة بهذا الفيروس في 2020/ 4/ 14، 704 حالة بالكاميرون، و548 إصابة بالنيجر، و343 حالة بنيجيريا، و82 إصابة بإثيوبيا، 45 حالة مؤكدة بزامبيا و12 إصابة بأنغولا .
وبالنسبة لدول شمال إفريقيا، فقد بلغ مجموع الإصابات بجمهورية مصر العربية بما مجموعه 2350 إصابة مؤكدة بفيروس كورونا، وتونس بــــ747 إصابة مؤكدة، "وأما المغرب فلم يخلو من المصابين بهذا الفيروس، إذ بلغ 8224 حالة مؤكدة " .


والملاحظ من خلال عدد الإصابات أعلاه يختلف من بلد إلى آخر، وأنه بلغ أرقاما قياسية ومهولة، وارتفاع عدد الإصابات في يوم بعد يوم، وقد اتخذ هذا الوباء صفة جائحة من جراء المجاعات والحروب، مما زاد الطين بلة، لكن السنوات الجيدة ستعيد التوازن من جديد.
         لكن في مقابل ذلك فقد بلغ مجموع حالات التعافي بالولايات المتحدة الأمريكية 47069، و18047 بكندا، و10497 بالبرازيل، و72600 بألمانيا، و28805 بفرنسا، و70863 بـإسبانيا، 77816 بالصين، وفي المغرب فقد تم تسجيل 7364 حالة تعافي في يوم الأحد 8 يونيو 2020...، وترجع أسباب التعافي باكتشاف اللقاح المضاد لهذا الوباء نتيجة التجارب المخبرية، كما شهد البحث العلمي تطور "البروطكول العلاجي لوباء كورونا سجالا حادا بين العلماء المخبريين إلى حد تواطؤ بعض العلماء مع السلطات الحاكمة في بلدهم من أجل غايات كثيرة. قد تكون غايات إيديولوجية فضلا عن العمولات المالية الوافرة... لقد تجاوز السجال أحيانا حدود الفائدة العلمية إلى خطاب شتائمي ممجوج. إن السجال تمركز حول دواء كولوروكين:
CHLOROQUINE.. هل يقدم كعلاج للمصابين أم لا؟ حيث كان السجال حول وجهتي النظر العلميتين التاليتين:
-    الأولى: تقول بأنه يمكن استعماله ولكن شرط خضوعه لاختبارات مختبرية وتجارب علمية.. لمعرفة مدى صلاحيته وكذا تداعياته.


-    الثانية: شرعت في استعماله وأكد فعاليته من خلال نتائجه" .
         رافق انتشار هذا الوباء اتخاذ مجموعة من الإجراءات والتدابير للوقاية منه، التي من شأنها أن تحد من انتشار هذا الوباء، ففي المغرب وبالقيادة الحكيمة على سبيل المثال فقد تم اتخاذ سلسلة من التدابير الوقائية، كحظر السفر بين المدن والدول، والالتزام بالحجر الصحي للحد من انتشار الوباء أو كورونا والحجر الثقافي، لعله "أشكلة (أخرى) ما بين الجائحة والسوسيولوجيا وهذه الأشكلة يتحدد موضوعها (من الموضوعة) من مفاهيم مواكبة لا تخلو من التباس ومنها مفهمة ممكنة لهذه الجبرية في الإقامة؟ هل يمكن الحديث عن مجتمع مَحْجور؟ مجتمع معزول؟ أو مجتمع مُبعد؟ هل المجتمع ما قبل الجائحة هو المجتمع الآن وهنا؟ في الحجر الصحي الممتد في الزمان والمكان، في هذا الكوكب الأرضي المقْفَل" . أي أن كوفيد 19 فرض "الحجر الصحي أي ذلك للالتزام بالمكوث في الفضاء. المنزلي وإن كان الخروج فترخيص وحاجة ملحة .... فما ملامح هذا الحجر بالنسبة للمثقف الكاتب أو الباحث في هذه المناسبة تحديدا؟ يمكن القول بأن المناسبة ربما زادت من منسوب وقت أكثر بالنسبة للكاتب في غياب ذلك الإشراط المؤسسي وفي غياب حياة عادية .. لا شك أنها تقتطع من وقته في ممارساته الثقافية أو هواياته الصغيرة كالجلوس في المقهى أو الحانة أو الالتقاء بأصدقائه وصديقاته بل وإن الوقت الثالث انصهر في هذا الحجر،، أمام هذا الوضع لا شك أن الكاتب وجد نفسه أمام اعتكافه اليومي من أجل الكتابة سواء عن هذا الحدث أو قضايا نظرية وبحثية أو إبداعية أو حتى إتمام مشروعاته المؤجلة .. ولعل هذا ما يميز هذا العصر الكوروني بالنسبة للكاتب أو الباحث" . وحظر التجول وإعلان حالة الطوارئ الصحية إلى أجل غير مسمى، لكن في مقابل فقد تم السماح بالخروج في حالة الضرورة القصوى فقط لحاملي الرخص وفقا بما أقرته الحكومة المغربية، وفي حالة تمت مخالفة هذا القرار يعاقب كل من خالف ذلك بعقوبة حبسية أو بغرامة مالية تصل إلى 1300 درهم. كما تم فرض استعمال الكمامات للحد من انتشار الوباء، واحترام التباعد الاجتماعي أو مسافة الأمان بمتر على الأقل وعدم المصافحة "إن مفهوم الإبعاد الاجتماعي يمكن استبعاده، بالنظر إلى عدم دقته العلمية، لأن الإبعاد مفهوم يستعمل حتى في حالة المجتمع العادية، فهو قد يعم أفرادا أو فئات أو طبقات اجتماعية مبعدة أو تعيش حالة هامش بفعل التهميش الذي يقوم بها النظام الاجتماعي" . كما تقرر توقيف الدراسة بالمدارس والثانويات والجامعات، والسماح بالتعليم عن بعد، عن طريق بث ورقمنة الدروس والمحاضرات عبر قنوات الأولى والرابعة وقناة العيون والرياضية، وأيضا قناة الرابعة وقناة العيون، كما تم بث دروس لقطاع التربية الوطنية عبر بوابة telmidtice ووسائل التواصل الاجتماعي كالفيس بوك واليوتيوب والواتساب، وموقع teams لفائدة الطلبة وأما الامتحانات، فقد تم إلغاء امتحانات المستوى السادس ابتدائي، والثالثة إعدادي بالنسبة للمترشحين الرسميين، مقابل اعتماد نتائج المراقبة المستمرة، وتأجيل امتحانات الثانية باكلوريا إلى شهر يوليوز، وتأجيل امتحانات أولى باكلوريا إلى شهر شتنبر، والاقتصار على الدروس الحضورية، مع استمرار بث الدروس عن بعد، كما تقرر إلغاء الصلاة بالمساجد، وأيضا إلغاء صلاة الجمعة إلى أجل غير مسمى بهدف منع التجمعات، وكذلك إغلاق المحلات التجارية ابتداء من الساعة السادسة مساء. وأما وسائل الإعلام فقد أضحت بدورها تقوم بحملات تحسيسية بهدف توعية المواطنين بالبقاء بمنازلهم، والالتزام بما تم القيام به من إجراءات استباقية للوقاية من تفشي وباء كورونا، كتعقيم اليدين بالماء والصابون باستمرار ...، وتجلت هذه التدابير أيضا في افتتاح المصانع والمعامل لتصنيع الملايين من الكمامات، فأصبح المغرب يصدر الكمامات للدول أكثر تضررا من هذا الوباء. كما ابتدعت عدة دول وتنافست من المغرب إلى إسبانيا وإيطاليا .. "كل منافس حاول أن ينطلق من بيئته، قروية وحضرية وبيئية جنوبية (نسبة إلى دول الجنوب) أو شمالية (نسبة لدول الشمال). [...] إلا أنه في المغرب وبدءا من الثلاثاء 7 أبريل 2020، وجب ارتداء الكمامة" ، فقد تم إنشاء تطبيق سمي بـ"وقايتي" على الهاتف، يشتغل بتقنية البلوتوث، إذ يكشف حامل المرض بعد التأكد من إصابته بهذا الفيروس، إذ يستقبل في رسالة رقم الهاتف للشخص الحامل لهذا الفيروس.


كان من نتائج وباء كورونا المستجد التأثير على الوضعية الاقتصادية والاجتماعية والنفسية بالعالم، من خلال توقيف تشغيل المصانع والمعامل والمحلات التجارية الكبرى والأسواق وتوقيف الخطوط التجارية بين مختلف المدن والدول.
أدى انتشار وباء كوفيد 19 إلى احتجاز البواخر التي تحمل الكمامات خصوصا بين الدول الأوروبية نتيجة نفادها، بهدف الحد من انتشار هذا الوباء الجارف.


"وعليه، فإن التحركات في الأماكن والفضاءات العمومية ستبقى مؤطرة بالضرورة القصوى من أجل التبضع أو التطبيب أو الالتحاق بالعمل. وستعمل السلطات المحلية والقوات العمومية، من أمن وطني ودرك ملكي، على توجيه المواطنين من أجل احترام تنزيل هذه التدابير، بما يخدم المصلحة العامة للشعب المغربي" .
ولضمان سلامة المواطنين وجب التذكير بضرورة الحرص على الالتزام بقواعد النظافة والسلامة الجسدية المعلن عنها من لدن السلطات الصحية، فإن المواطنين والمواطنات الذين يعانون من ظهور بعض الأعراض المرتبطة بهذا الفيروس، ملزمون بالتقدم حصريا إلى المراكز الصحية المخصصة لهذا الغرض .
         ولطمأنة المواطنين فيما يخص متطلبات الحياة اليومية والحاجيات الضرورية، وجب التأكيد على أنه لا يوجد أي مبرر للقلق إزاء مستوى التموين نظرا للاحتياطات والإجراءات التي اتخذت من لدن القطاعات المعنية، ضمانا للسير العادي لجميع مسالك توزيع المواد الأساس والغذائية والمحروقات، إلى غير ذلك من المواد المتوفرة ، وفي هذا الإطار، وبعد مشاورات واجتماعات متواصلة، قررت لجنة اليقظة الاقتصادية منح تعويض شهري جزافي يصل إلى 1200 درهم للأسرة والاستفادة من خدمات التغطية الصحية الإجبارية والتعويضات العائلية بالإضافة إلى إحداث صندوق التبرعات إزاء هذا الوباء . و"ضرورة الأخذ بعين الاعتبار الهشاشة الاجتماعية منذ الإعلان عن صندوق التضامن من طرف جلالة الملك محمد السادس على ضرورة صرف جزء منه في الجانب الاجتماعي لضمان شروط مقاومة ضرورية خاصة لدى الفئات المهمشة، لأنها فئات تعيش على يومها، فرزقها مرتبط عضويا بخروجها من منازلها سعيا نحو تسديد رمق العيش وهي فئات عريضة في مجتمعنا ". وفي هذا الصدد "دعا العلامة مصطفى بن حمزة في تصريح إعلامي الناس إلى تقديم الزكاة قبل موعدها لمساعدة هذه الأسر" .


         أحدث ملك البلاد صندوق لتدبير جائحة كورونا "من أجل سد النفقات الباهظة التي يتطلبها هذا العدو الكوني: كورونا .. ولقد بدأ الملك نفسه بالتبرع ليعطي المثال وتبعه تبرع مجلسي البرلمان والمستشارين بأجرة شهر، وكذا أعضاء الحكومة.." ، وأيضا المنتخبين والموظفين ...


         أجبرت كورونا المثقف يتأمل في هذا الوباء، و"عندما أقول المثقف، فإنني أقصد الدلالة، أي ذلك الذي يحمل قضية ينافح عنها قد تكون هذه القضية قطرية أو قومية أو دينية أو كونية، وهو ينافح عنها بكل الوسائل سواء عبر الكتابة والإبداع أو عبر الفعل، كالفعل الثقافي والفعل المدني بصفة عامة، بالانخراط في المنظمات والجمعيات للتعبير والتحسيس بالقضية التي ينافح عنها.. لكن في المجمل، فقد يكون المثقف/ الكاتب، أو المثقف/ الباحث ... هو الذي يتراءى في الصورة، وهو الذي يشار إليه بالأصابع، فتوجه إليه السهام وحتى المدافع عندما يلاحظ فتوره أو انكماشه وانزواؤه في قارات ظليلة بعيدا عن الحضور واعتناق الآمال والآلام لوطنه وشعبه أو لقوميته أو لقضايا الإنسان في العالم أرحب" .




أضف تعليقك على المقال
*المرجو ملئ جميع الخانات و الحقول الإلزامية المشار إليها بـ

* الإسم
* عنوان التعليق
* الدولة
* التعليق




أقرأ أيضا
الجماعة الترابية لواويزغت في كف عفريت‎‎
هاتفي الذكي سبب تعاستي
التوقيفات والمحاكمات، وسؤال إدماج الأساتذة !
قصة قصيرة : من وحي الواقع
الحبيب المالكي يكتب : موقف البرلمان الأوروبي شارد عن التاريخ وحسن الجوار
في الثمامة نية كتيبة الرݣراݣي
مونديال 2022: المغرب لتخطي إسبانيا بعد إعادة الاعتبار لجيل 1998 (بصير)
التلاميذ في القسم ..وقلوبهم مع المنتخب الوطني ...
التصنيف الإلكتروني العالمي للمغرب سنة 2022: تقدم بطيئ في مؤشر الحكومة الإلكترونية وتقهقر في مؤشر المشاركة الإلكترونية
آي أفاق لنظام الاشتغال عن بعد بالمغرب وفرنسا؟