مـحـسن القوارطـي
لِــــكُـــلِّ شَـــــيْءٍ إِذا مَـا تَـمَّ نُـقْـصَــانُ فَــلاَ يُــغَــــرَّ بِــــطـيـبِ الـعَـيْـشِ إِنــســــــانُ
نَــــظَـمَــهَا الــرُّنْــدِيُّ فِي رِثـَـاءِ أَنْدَلُــسٍ وَأَخُــطـُّـهَا بَــعْـدَهُ عَـلِّي أَرْثِـيــكَ رَيـَـــــــــانُ
فَأَلمُكَ في القَلْبِ كَالفِرْدَوْسِ المفْقُودِ وَجُرْحُـــكَ الــعَــظِــيــمُ لِلصَّبْـرِ عُــــنْـــــوَانُ
مَــــشِـيـئَــةُ الله لاَ اعْـتِـــراضَ عَـلَـيْــــهَـا فَــــــهُــــوَ بِــكَ أَحـَـــــــنُّ مِـــــنَّـــا وَرَحْــــمــانُ
لَــكِــنَّ الــــــرُّزْءَ مَـــسَّ فِينَـا الـــفُــــؤَادَ وَالـــــصَّدْرُ اضْطَرَمَتْ بِأَضْلُعِهِ نِـيــــــرَانُ
وَابْكِـي يَــا مُـــزْنُ إِنَّ الــدَّمْعَ انْقَضَى فَــالـعَـيْـنُ جَفَّف طَرْفهَا هَـــمٌّ وَأَشْــجَـــانُ
رَيـَّـــانَ الــدُّنْـيَـــا ارْتَـقِــي العُـلاَ بَاسِمــًا بِـبـَـابِ الـجَـنَّـةِ تَـلْـقَـى خَازِنـَـهَا رِضْـــــوَانُ
تَحُفُّكَ الملاَئِكَةُ مُسْتَبْشِرِينَ قُدُومَكَ فَــــــــأَخُ يُــــوسُــفَ أَتَــــــى يَــا شِــفْـشَــاوُنُ
الــجُبُّ حَــفَّ النَّبِيَ قَبْلَكَ فَـافْـتَخـِـــــرْ إِنَّــكَ وَالـصِّـدِيـــق فِـي الـخُـلْـدِ صُـنْـــــوَانُ
وَيُـــــــونُـسُ ذِي الــنُّــــونِ لَكَ مُــــؤْنِـــسٌ لاَ كـَــدَرَ لَكَ بِـــرِفْـقَـتِــــهِ وَلاَ أَحـْْـــــــزَانُ
و اهْنِئْ بِـــعِشْرَةِ خَــيْـرِ الأَنَامِ مُـحَـمَّـــدٍ عَــلَّــــنَــا بِــكُـــمْ نَــلْــحَـــقُ إِنْ حَـــــلَّ أَوانُ
فِــي الـصَّـبْـرِ صِــرْتَ لِلْـــــوَرَى رَمْـــــزًا وَصِـــــرْتَ كَأَوْلاَدِي يُــوسُـف وَسُـلَـيْـمَانُ
بِالدُّعَاءِ صَدَحَتْ قُلُوبُ الأَنامِ كَمَدًا عَــلاَ الــمَــدَى كَــمَـــنَـارَةٍ يَعْــــلُـوهَا آذَانُ
أُمَّ الــشَّهِـيــدِ لاَ يُـسْـعِفُنِـي الـــكَـــلاَمُ عَـلَـى الـعَـــــزَاءِ فَـقَـــدْ عـَجَـــزَ اللِّـسَــــــــانُ
أَبَـــا الــرَّيـَـانِ شُــدَّ الـعَــزِيمَةَ وَاصْطَبِرْ فَالنَّجْلُ البَرِيءُ تَحُفُّهُ مَلاَئِكَةٌ وَجِـنَـــانُ
بَـيْـنَ يَـــدَي الله فِـي الـجُــبِّ كَـــــــانَ وَخَارِجَهُ مِـن أَشَاوِسِ الـوَطَـــنِ إِخْـــــــوَانُ
جَـــرَفـُــوا الـطَّـوْدَ الأَشَـمَّ وَمِــنْ تُــرْبـِــهِ حَـمَـلُـــوا لِـنَــجْدَتِــكَ قَـنَـاطِـيـر وَأَطْـــنَــــانُ
عَــزَائِـي لـِشَـعْــبٍ وَمَـلِكٍ مُـفَدَّى أَبَــــى إِلاَّ أَنْ يُــحَــرِّكَ الـجَـبَــلَ لأِجْــلِكَ رَيـــَّـــــانُ
وَذَا شِــعْـــــرِي بِلِسـَــانِ كـُـلِّ الــــــوَرَى لَـعَـــــلَّ بِــــــه ذِكــْــرَى الـمَلاَكِ تُـــصَــــانُ
ذِكـْــرَاكَ رَيـَّـانُ فِـي الـقَلْـــبِ بَــاقِـيَـــةٌ مَا بَــقِـــي فِــي الــدُّنْـيـَــا إِنْــسٌ وَأَوْطَـــــانُ
مـحـسن القوارطـي
06 فبراير 2022
[1] - البيت الأول هو مطلع قصيدة القاضي والشاعر الأندلسي أبي البقاء الرندي في رثاء الفردوس المفقود الأندلس .