أطلس سكوب
أطلس سكوب موقع اخباري مغربي
afterheader desktop

afterheader desktop

after Header Mobile

after Header Mobile

جبل ’بوخِزْر’ والإنسان السخماني..أية علاقة..؟!_ قراءة سيميائية _

أطلس سكوب 

تعد الصورة من أرقى أنماط التواصل الإنساني المُتَشَبِّع بالرموز، والدِّلالات، والمعاني…؛ لذلك؛ فهي أداة من أدوات إبلاغ المعنى الذي تتفاعل في تشكيله مكونات عدة.
 إن الصورة الماثلة أمامنا عبارة عن ملصق يمثل شعارا ورمزا لفريق كرة القدم بجماعة تاكلفت_ إقليم أزيلال _؛ إنه فريق ل(ATS)؛ الذي ينافس في القسم الشرفي الثالث بالعصبة الجهوية بني ملال خنيفرة؛ للموسم الثاني على التوالي ، وتتشكل الصورة من عناصر لغوية، وأخرى أيقونية؛ يمكن عرضها كالآتي:
 • جملة جمعية تاكلفت للرياضة سُوِّدت بلغتين: العربية والأمازيغية، ولون أبيض بخط واضح، ثم حروف مقطعة باللغة الفرنسية تختزل الشعار في (ATS)، ورقم 2020؛ سنة التأسيس.
 • منظر طبيعي لجبال الأطلس يتوسطها شِعب =(جدول).
 •بروز ألوان عدة منها: الأزرق الطاغي، ثم الأبيض والأخضر، وكذا الأصفر والأسود.
  •يتخذ الشعار شكلَ دِرع حربي=(التُّرْس)، ويحيل إلى صمود الفريق بكل مكوناته أمام مختلِف الصِّعاب التي يمكن أن تواجهه أو تعترضه؛ فالدرع خاص بالمحارب، والأمر يصدُق على لاعب الفريق الذي يضحي من أجل سُمعة بلدته كما يضحي الفارس من أجل قبيلته.


  إن الدِّرع هنا رمز للقوة والصلابة؛ فالدرع الذي يُصنع من الفولاذ؛ يحمي المحارب من خصمه؛ بحيث يستحيل كسره أو اختراقه؛ كذلك عزيمة اللاعبين وإرادتهم قوية _ قوة هذا الدرع _ لا يستطيع أحد النيل منهم.
  والصورة الكائنة داخل الدرع عبارة عن منظر جميل لجبال يتخللها شِعبٌ واسع، وهذا المشهد الطبيعي يحيل على الكثير من المعاني والدِّلالات المرتبطة بالإنسان الأمازيغي الذي اختار أن يعمِّرَ أعالي الجبال حيث الشموخ والعظمة؛ فالجبل رمز للصمود والقوة؛ كذلك الإنسان الأمازيغي إنسان شامخ بتاريخه وبطولاته وأمجاده.
 كما يحيل المنظر الطبيعي على هوية أعضاء الفريق ومكوناته ذوي الأصول الأمازيغية؛ فالجبل يختزل هوية الإنسان الأمازيغي، وهو فضاء _ أيضا_ يحيل على الحرية، وعدم الخنوع للآخر؛ فالفضاء في هذا المشهد مفتوح، وممتد تحيط به دائرة، والدائرة شكل كروي ارتبط به الإنسان الأمازيغي؛ فعلاقة الدائرة بالكائن الأمازيغي ذات دِلالات وأبعاد عميقة؛ لأنها تحيل على الامتداد والخلود.


   وتُعبِّر الألوان بدورها عن مدلولات مهمة في هذا الشعار:
   ° فاللون الأخضر الذي يشكل المنظر الطبيعي يحيل على الحياة؛ فكل ما هو أخضر فيه حياة، وفتوة، ونشاط؛ كذلك فريق تاكلفت كله همة، وطاقة، وعزم، وطموح.
  ° في حين يدل اللون الأزرق على الأمل، والأفق الواعد؛ إنه الأفق الذي ينتظر شباب تاكلفت ، أفق مفعم بالأمل ، والنجاح، والتفوق، والانتصار.


° أما اللون الأبيض؛ فيحيل_ هنا_ على الصفاء، والنقاء؛ صفاء أعمال مكونات الفريق ونقائها، وصدق نواياها.
 ° ويحيل اللون الأصفر _ في هذا المقام_ على الإشعاع والسمعة التي يتمتع بها فريق تاكلفت ؛ فاللون الأصفر لون السطوع والإشراق؛ لذا يشكل هالة تحيط بالشعار بحيث سمعة وإشعاع الفريق فاقت كل التوقعات ، وهو ما يشكل جدارا مانعا حصينا؛ يحمي الفريق ويصون كرامته، ويحول دون تَسَرُّب أي شيء من شأنه أن يؤثر في سيره، ويشوش على استقراره.


     ° ويتوسط اللون الأسود الدرع بسبب انعكاس ظل الشمس إذا زاغت نحو الغروب؛ لتتشكل صورة لوجه إنسان متكامل الملامح، وبدقة متناهية؛ _فسبحان الله الخالق! _، وهذه الصورة المجسِّدة لوجه إنسان؛ تدل على القوة، والثبات، والصبر…، وهذا ما ينطبق على الإنسان الأمازيغي السخماني الذي يتحمل أعباء التضاريس الوعرة، والمناخ البارد في فصل الشتاء؛ علما أن ملامح هذا الوجه تظهر في فصل الشتاء فقط؛ مما يحيل على قدرة مكونات المجتمع السخماني=(أيت داود أوعلي) على المواجهة والتحدي في مختلِف مجالات الحياة.
[بقلم الطالب الباحث عبد العالي املال]

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد