أطلس سكوب
أطلس سكوب موقع اخباري مغربي
afterheader desktop

afterheader desktop

after Header Mobile

after Header Mobile

علماء وأكاديميون يقاربون موضوع “العلماء والزاوية البصيرية في خدمة خطة تسديد التبليغ” بالزاوية البصيرية

محمد كسوة

شهدت رحاب الزاوية البصيرية ليلة السبت 14 دجنبر 2024، ندوة علمية في موضوع: ” العلماء والزاوية البصيرية في خدمة خطة تسديد التبليغ “، من تسير الدكتور عبد المغيث بصير، رئيس المجلس العلمي المحلي لبرشيد وعضو المجلس الأكاديمي لمؤسسة محمد بصير للأبحاث والدراسات والإعلام، وحضرها السيد الكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى، والسيد رئيس المجلس العلمي الجهوي لجهة بني ملال خنيفرة، والسادة رؤساء المجالس العلمية المحلية للجهة، والعديد من الأئمة والمرشدين والمرشدات، وطلبة وطالبات المدرسة البصيرية، وبعض المريدين ورجال الإعلام والصحافة.

وبعد افتتاح الندوة العلمية بقراءة قرآنية للمقرئ أسامة الخلطي،ألقى الشيخ مولاي إسماعيل بصير، خادم الطريقة البصيرية ورئيس مؤسسة محمد بصير للأبحاث والدراسات والإعلام ومدير مجموعة الشيخ سيدي إبراهيم البصير الخاصة للتعليم العتيق، كلمة افتتاحية ترحيبية تطرق فيها للسياق الذي نظمت خلاله الندوة العلمية، وذكر خلالها بأن الزاوية ستتعاون مع السادة العلماء وستكون شريكا حقيقيا للقيام بتقريب الخطة للمواطنين والمواطنات، وذلك بإشراك السادة العلماء في التواصل مع الناس بمختلف فروع الزاوية البصيرية بالمملكة المغربية.

ومن جهته أشاد الدكتور المصطفى زمهنى، رئيس المجلس العلمي الجهوي لجهة بني ملال خنيفرة، في كلمة له بالمناسبة بانخراط الزاوية البصيرية في خطة تسديد التبليغ، وأن الزوايا المغربية كانت دائما تحمل لواء الإصلاح، وأن المغرب يتميز بانخراط الجميع في المشاريع الكبرى التي تهم الوطن والمواطنين. مستدلا على ذلك بعمل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وبعمل مولانا أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس حفظه الله ونصره.

وأشار بعد ذلك إلى علاقة الفقيه بالمتصوف في البلاد المغربية، وأنها علاقة متلازمة، وتكلم أيضا عن إمارة المؤمنين وحملها لواء خطة تسديد التبليغ كمشروع مجتمعي سيفيد الوطن والمواطنين.

وفي ختام كلمته أكد الدكتور زمهنى أن المجلس العلمي الجهوي يفتح الباب لكل الأعمال النافعة ويرحب بالعمل إلى جانب الزاوية أو غيرها من المؤسسات.

وفي المحاضرة الافتتاحية للدكتور العلامة سعيد شبار، الكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى، المعنونة بعنوان: ” التصوف السني نظر في الحقائق والتزام في النفس ومع الخلائق”، عبر بداية عن سروره لافتتاح الندوة بهذه المحاضرة العلمية، وبارك جهود الزاوية البصيرية التي تجمع بين رسالة العلم ورسالة التصوف، والتي تسعى جاهدة لخدمة عمقها الاجتماعي بخدمة العلماء والوطن، وهي بذلك تخدم أمن واستقرار الوطن، وشكر الزاوية على انخراطها في خطة تسديد التبليغ.

وشرع فضيلته في تفكيك عنوان المحاضرة ببيان معنى النظر في الحقائق، وهو طلب العلم، وبيان معنى التزام في النفس ومع الخلائق، وأن المقصود به حسن الخلق، وأن هذا ينسجم انسجاما مع الشعار الذي تحمله مدرسة الزاوية وهو :” علم وسلوك”.ومع تميز القطر المغربي بانسجام علم الفقه مع علم التصوف وغيره من العلوم، وأن التصوف عموما باعتباره مجاهدة نفسية ينسجم مع روح الدين الإسلامي، وهو عكس التصوف المنسوب للديانات الأخرى، الذي شابه الغلو والانحراف.

وخلص الدكتور سعيد شبار، إلى أن التصوف في الغرب الإسلامي له خصوصية كونه علم ومشاركة وحضور في الميدان، وأنه يربط الفقه بالعمل، ويربط بين التصوف والعقيدة، وعدد أمثلة للعلماء المغاربة الذين جمعوا بين هذه العلوم. وأن هؤلاء العلماء كانوا يمثلون الحقيقة في العلاقة مع الله تعالى، وقدم نماذج من أقوال العلامة المغربي الشيخ زروق رحمه الله.

ووضح أكثر بالكلام عن المعرفة بالقلب، وأنها تعني الفقه بالقلب والفقه بالعقل، وبالكلام عن النظم التربوية في تحصيل العلم والمعرفة، وأنها تتكامل، ولها مقصد هام وهو معرفة الله لأجل عبادته ولأجل نفع عباده.
وتكلم بعد ذلك على مستويات الالتزام في النفس، وذكر منها: تحرير الإنسان بالإيمان بالله تعالى والتعلق به وحده، وأن كمال الحرية في كمال التوحيد، ومحاسبة النفس، وأن التصوف رسالة أخلاقية.

وفي جانب آخر تكلم الأستاذ المحاضر عن منهج القرآن في محاسبة النفس وتزكيتها لأجل الوصول بها إلى الصلاح وإلى إصلاح الغير، لأن قيمة الإنسان تتجلى في عمله، وأن المدخل النفسي هو أساس التغيير، وأنها النفس هي ذات الإنسان، وأنها محور الابتلاء.

وتكلم بعد ذلك عن الأخلاق وأنها ترتقي بالإنسان وبالأمة، ومثل لذلك بالزوايا وعملها في تتبيث الأخلاق، وختم فضيلته مداخلته ببيان معنى كلمة الخلائق الواردة في العنوان، وأنها تعني كل المخلوقات التي تذكر وتسبح وتعبد وتشاركنا معنى الحياة والتي ينبغي أن نحسن التعامل معها، وضرب أمثلة على ذلك، لأن الدين الذي نتدين به يدعونا إلى عدم التبذير وأن نحسن التعامل مع الكون ومع سائر المحيط.
وتساءل في الأخير عن وجود الكرامات عند السادة الصوفية وعدم وجودها عند غيرهم؟ وأجاب بكون الصوفية اختصوا بذلك لأنهم جمعوا بين المجاهدة النفسية والأخلاق، ومن جمع بين ذلك يكرمه الله تعالى بالأسرار والحقائق. وضرب أمثلة على ذلك بكرامات الولي الصالح الشيخ أبي يعزى رحمه الله.

وأشاد في الختام بالزاوية البصيرية التي تنظم أمثال هذه الأعمال المباركة، كما أشاد بخصوصية إمارة المؤمنين في المملكة المغربية، والتي تعمل على حماية الملة والدين، وتحسم الخلاف في كل المسائل التي لها علاقة بالدين.

وفي كلمة الدكتور عبد العزيز القسمي، منسق ماستر الدراسات القرآنية وتطبيقاتها المعرفية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة السلطان مولاي سليمان، المعنونة ب:” مبادئ التقريب والتسديد في منهجية التلقي والفهم من خلال التجربة الأكاديمية”، نوه فضيلته بالشراكة التي تجمع الماستر والدكتوراه التي يشرف عليهما بمؤسسة محمد بصير للأبحاث والدراسات والإعلام، وذكر أن العديد من طلبة مدرسة الزاوية يتابعون دراستهم بالماستر والدكتوراه، وأن همهم هو تخريج المواطن الصالح، خاصة أن الذين يتخرجون من مدرسة الزاوية لهم سمات متعددة تميزهم عن غيرهم سواء في تكوينهم العلمي أم الأخلاقي.

ثم تطرق إلى المقصود بالتقريب والتسديد في منهجية التلقي ومنهجية الفهم وأفاض في بيان ذلك بالعديد من الآيات والأحاديث وحوادث السيرة النبوية.

ثم تكلم عن شروط التقريب، وحصرها في سلامة المنهج ورعاية طبيعة المتلقي، وتكلم عن مناهج التلقي، وحصرها في مبدأ صحة الفهم ومبدأ صحة النية والوسطية،وقواعد الإجماع، وعدم مخاطبة العامة بما يخاطب به الخاصة، وضرورة رعاية الخصوصية المغربية في الثوابت المغربية بمنهج تقريبي تسديدي، ورعاية الخصوصية الثقافية واللغوية والأدبية.

وختم بالوسائل التي يحصل بها الفهم والتلقي، وحصرها في الاستيعاب والمسايرة والتجدد والتأدب بآداب الطلب وختم ببعض القواعد.

وفي مداخلة الدكتور عبد الهادي بصير، عضو مؤسسة محمد بصير للأبحاث والدراسات والإعلام. المعنونة بعنوان:” الزاوية البصيرية ومنهجها في تنزيل خطة تسديد التبليغ بين الماضي والحاضر”، أشاد فضيلته في البداية بخطة تسديد التبليغ، ونوه بكل السادة القائمين عليها، كما نوه بكون زمام الدين بالمملكة المغربية بيد مولانا أمير المؤمنين، وأن شيوخ الزوايا كانوا دائما في خدمة مجتمعاتهم. وتوقف عند مسألة وصول الإسلام إلى العديد من الدول الإفريقية عن طريق عمل الزوايا. وتوقف عند مسألة تحريرهم للناس من تسلط الأنفس.

وبعد ذلك شرع في ذكر بعض الأخلاق المتميزة، التي تميز بها الشيخ سيدي إبراهيم البصير رحمه الله معتمدا على شهادات العلامة المختار السوسي رحمه الله في كتاب المعسول، فذكر منها الزهد في الدنيا، ومراعاة الأحوال، والكرم، والخدمة، والتجربة، والعلم، والدعوة إلى التعلم، واهتمامه ببناء الزوايا والمدارس بالعديد من مناطق المغرب.

وهكذا استدل على عمله بكون عالم الأمة لاراحة له، لأن راحة الغير تكمن في عمله، وينبغي أن يسعى جهده لنفع الناس.

ثم نبه إلى طريقة الشيخ سيدي إبراهيم البصير رحمه الله ومريديه في الانتقال من منطقة إلى منطقة، ومنهجه في التواصل مع القبائل والدواوير. حيث كان يحرص على دل الناس على إقامة الصلاة، وإقامة المودة بين القبائل، وإجراء الصلح، وإنفاق المال وإكرام الناس لأجل ذلك، والدعوة إلى التوبة، ومراعاة أحوال الناس سواء منهم الخاص والعام.

وتوقف بعد ذلك عند منهج خلفاء الشيخ في التبليغ في جميع المناطق التي حلوا بها، وأنهم لم يبدلوا ولم يغيروا، ولكن اجتهدوا بحسب الظروف التي أتيحت لهم.

ووصل إلى عهد الشيخ مولاي إسماعيل بصير حفظه الله، وأنه استثمر في الإنسان وفي جوانب التعليم والأخلاق، وفي بناء المدارس لأجل ذلك، وأن له منهج خاص في التواصل مع المريدين من الغربيين، بالاعتماد على التواصل الرقمي.

وختم بالتنويه بخطة تسديد التليغ، وأنها خطة ينبغي أن يتعاون عليها الجميع، العلماء والعالمات والطلبة والطالبات وكل من في حكم ذلك.
وفي الختام صلى الجميع صلاة العشاء وتم الدعاء لمولانا أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس حفظه الله ونصره.

 


تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد