نزار بركة يترأس أشغال مجلس إدارة وكالة الحوض المائي لأم الربيع بمدينة أزيلال
- محمد كسوة
ترأس وزير التجهيز والماء، السيد نزار بركة، أشغال مجلس إدارة وكالة الحوض المائي لأم الربيع برسم دورة سنة 2023، بقاعة الاجتماعات بمقر عمالة أزيلال صباح اليوم الجمعة 16 فبراير ، بحضور السيد والي جهة بني ملال خنيفرة – عامل إقليم بني ملال و السيد عامل إقليم أزيلال والسيد رئيس جهة بني ملال – خنيفرة ، إلى جانب كل من السادة ، رئيس مجلس الحوض المائي لأم الربيع ،النواب البرلمانيون وممثلي الهيآت المنتخبة.
وخصص هذا الاجتماع لحصر حسابات الوكالة برسم السنة المالية 2022، وتقديم برنامج عملها ومشروع ميزانيتها برسم السنة المالية 2024، فضلا عن الوقوف على مدى تقدم إنجاز ميزانية سنة 2023.
وأشار السيد وزير التجهيز والماء، في كلمته بهذه المناسبة إلى أن انعقاد المجلس الإداري لوكالة الحوض المائي لأم الربيع، ينعقد في ظرفية مناخية استثنائية تتسم بقلة التساقطات المطرية، وما لها من انعكاسات على التزويد بالماء الصالح للشرب وعلى الأنشطة الفلاحية بجهة بني ملال خنيفرة، وكذلك على مستوى جهتي الدار البيضاء- سطات ومراكش -آسفي، نظرا لمدى ارتباطهما بحقينة سد المسيرة التي عرفت تراجعا غير مسبوقا.
وأكد بركة أن الحكومة تعمل على كافة المستويات لمعالجة إشكالية الماء في كل أبعادها، مستحضرة التوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، في هذا الشأن.
وأوضح السيد الوزير أن حوض أم الربيع شَهِدَ خلال السنة المنصرمة: مواصلة إنجاز أشغال سد تاكزيرت بإقليم بني ملال بسعة تخزين 85 مليون م3، وستمكن هذه المنشأة من توفير مياه السقي وإنتاج الطاقة الكهربائية؛ مواصلة إنجاز أشغال سد على واد لخضر بإقليم أزيلال بسعة تخزين 151 مليون م3، والذي سيمكن من تأمين التزويد بالماء الصالح للشرب وكذا توفير مياه السقي؛ تشغيل محطتي تحلية مياه البحر بكل من آسفي والجديدة بشكل تدريجي من أجل تزويد هاتين المدينتين والمراكز المجاورة بالماء الشروب، بالإضافة إلى الماء الصناعي لمركبات المكتب الشريف للفوسفاط ؛ إنجاز مجموعة من الأثقاب المائية الاستكشافية والاستغلالية لتقوية التزود بالماء الشروب بمناطق الخصاص، والعمل على مراقبة مجموعة من مقاطع الأودية وقنوات الجر في إطار دوريات مشتركة للحد من جلب المياه بطرق غير قانونية.
ومن أجل تخفيف الضغط على حوض أم الربيع، خاصة حقينة سد المسيرة التي عرفت تراجعا حادا أكد السيد الوزير أنه تم إنجاز الشطر الاستعجالي لمشروع الربط المائي بين حوضي سبو وأبي رقراق، والشروع في تشغيله أواخر غشت الماضي، بهدف تحويل من 300 إلى 400 مليون م3 في السنة من المياه من سد المنع سبو لسد سيدي محمد بن عبد الله؛ وإنجاز مشروع الربط بين المنظومتين المائيتين لشمال وجنوب الدار البيضاء وذلك لتقوية التزود بالماء الشروب انطلاقا من سد سيدي محمد بن عبد الله.
وفي ذات السياق ، أوضح نزار بركة أن حوض أم الربيع شهد، على غرار باقي أحواض المملكة، توالي الجفاف خلال ست سنوات الأخيرة. وأفاد أن السنة الهيدرولوجية 2022-2023 اتسمت كذلك بعجز في التساقطات المطرية مقارنة مع المعدل السنوي، حيث بلغ هذا العجز 38% على مستوى الحوض، مما أثر سلبا على الواردات المائية بالسدود حيث بلغ العجز المسجل %69.
وقال إن الفترة الممتدة من فاتح شتنبر 2023 إلى 14 فبراير2024 اتسمت بعجز في التساقطات المطرية قدر ب 59% مقارنة مع المعدل من نفس الفترة، مما أثر سلبا على نسبة ملء حقينات السدود بهذا الحوض والتي بلغت أدنى مستوياتها مسجلة 6.1% إلى غاية 14 فبراير الجاري”، مؤكدا أن هذه الوضعية تطلبت التسريع باتخاذ الإجراءات اللازمة لتأمين التزويد المواطنين والمواطنات بالماء الشروب في أحسن الظروف الممكنة.
وأوضح السيد نزار بركة في تصريح لوسائل الإعلام أن الحكومة قامت باتخاذ عدة إجراءات، خاصة تلك المتعلقة بتقليص حصة المياه الموجهة للسقي أو توقيفها نهائيا للمدارات السقوية بتادلة ودكالة والحوز لتأمين التزويد بالماء الصالح للشرب والصناعي في ظروف عادية، كما تم تنفيذ عدة برامج من أجل تأمين خدمات الماء الشروب بدون انقطاع، رغم الزيادة في الطلب المائي، وذلك بفضل التدابير الاستباقية والاستعجالية التي قامت بها الحكومة عبر الاتفاقيات المبرمة مع الأحواض المائية ذات الخصاص.
وأبرز السيد وزير التجهيز والماء أنه من أجل تدبير أنجع لهذه الحالة الاستثنائية، فإن الحكومة منكبة على مواصلة تنزيل مشاريع مهيكلة بحوض أم الربيع، تهم على الخصوص إعطاء الانطلاقة للبدء في إنجاز كل من مشروع محطة تحلية مياه البحر لمدينة الدار البيضاء بقدرة انتاجية تبلغ 300 مليون م3 في السنة، ومشروع الربط بين محطة تحلية مياه البحر بالجرف الأصفر ومحطة المعالجة لمياه الشرب بالدورات وذلك لإنتاج حجم مائي يبلغ 60 مليون م3 عند نهاية هذه السنة، علاوة على إطلاق طلبات العروض لإنجاز السد الكبير تيوزغة بإقليم أزيلال، بالإضافة إلى مواصلة وإنجاز وتجهيز الأثقاب المائية، وكذا إنجاز مشاريع إعادة استعمال المياه العادمة المعالجة لسقي المناطق الخضراء وبرمجة إنجاز 9 سدود صغرى وصيانة 11 سدا صغيرا بهذا الحوض.
وأكد السيد الوزير أن المكتب الشريف للفوسفاط سيقوم بتوسيع محطتي آسفي والجرف الأصفر لدعم قدرتهما الإنتاجية لتحلية مياه البحر من 60 مليون م3 في السنة حاليا إلى 158 مليون م3 في السنة من 2023 إلى أفق 2026، لدعم الماء الشروب والصناعي على مستوى الجرف الأصفر والجديدة وآسفي وخريبكة وبن جرير واليوسفية.
وتفعيلا لتوجهات مشروع المخطط الوطني للماء، أشار السيد نزار بركة أن وكالة الحوض المائي لأم الربيع قامت بإعداد مشروع المخطط التوجيهي للتهيئة المندمجة للموارد المائية على مستوى الحوض، وذلك بتشاور تام مع مختلف المتدخلين والفاعلين المؤسساتيين، وأخذا بعين الاعتبار ملاحظات وتوصيات أعضاء مجلس الحوض المائي لأم الربيع المنعقد شهر يناير المنصرم.
وجدير بالذكر، إلى أنه خلال اجتماع المجلس الاداري، تمت المصادقة على المخطط التوجيهي للتهيئة المندمجة للموارد المائية لحوض أم الربيع، كما تمت المصادقة على خمس اتفاقيات شراكة تهم على الخصوص الحماية من الفيضانات وتحديث شبكة القياس بالإضافة إلى دراسة عقدة الفرشة المائية البحيرة.
وعلى هامش أشغال اجتماع المجلس الإداري لوكالة الحوض المائي لأم الربيع، قام السيد وزير التجهيز والماء بزيارة ميدانية لورش سد على واد لخضر بإقليم أزيلال للوقوف على مدى تقدم إنجاز أشغاله وزيارة مركز أفورار لتدشين مشروع الطريق الوطنية رقم 25 الرابطة بين أفورار وازيلال مرورا ببين الويدان.