أطلس سكوب
أكد عدد من الخبراء في مجال التربية والتكوين، اليوم الخميس بالرباط، أن الإصلاح التربوي مرتبط بشكل أساسي بدور المدرس، لكونه نقطة الارتكاز الأساسية في إصلاح المنظومة التربوية.
وأبرز هؤلاء الخبراء، خلال جلسات نقاش ضمن اليوم الأول للمنتدى الوطني للمدرس، الذي تنظمه وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بشراكة مع مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين، تحت شعار “المدرس محرك تطور التربية والتعليم”، أن المدرس يعد المكون الأساسي لأجيال الغد وتقع على عاتقه، بشكل كبير، مهمة تنزيل التحولات على مستوى إصلاح التربية والتكوين.
وفي هذا الصدد، سلط الأستاذ الباحث بجامعة لشبونة (البرتغال) نونو كراتو، في مداخلة له ضمن المحور المتعلق بالتكوين في مهنة التدريس، الضوء على أهمية مهنة التدريس في العالم، والتي تتمحور حول إعداد أجيال المستقبل، باعتبار المدرس صلة الوصل بين الأجيال.
واستحضر السيد كراتو، بالمناسبة، بعض التجارب الدولية، حسب برنامج التقييم الدولي للطلبة برسم سنة 2022، حيث جاءت كل من سنغافورة والصين واليابان في المراتب الأولى على الصعيد العالمي، موضحا أن هذه التجارب تتميز باعتمادها على منهج متمركز للمعارف المهيكلة.
من جهتها، أكدت مديرة المدرسة العليا للأساتذة، الأستاذة الباحثة خديجة الحريري، خلال جلسة ناقشت موضوع “المدرس، فاعل مركزي لتقديم أجوبة عن رهانات التنمية بالمغرب”، على دور المدرس كمكون لأجيال الغد والقاعدة الأساسية للعملية التدريسية.
واعتبرت الأستاذة الحريري أن هناك تحولات جذرية يعرفها قطاع التربية والتكوين تهم تمكين المدرس من العديد من المهارات والكفايات، مشيرة إلى ضرورة تملكه للقيم والمهارات الكفيلة بمواجهة المواقف الضرورية للتطور الشخصي والمهني.
من جانبه، اعتبر الفاعل التربوي عبد الناصر ناجي، أن الإصلاح التربوي يرتكز، بشكل أساسي، على دور المدرس، على اعتبار أنه لا يمكن تجويد التعلمات والتدريس دون المدرس الذي يعد المحور الأساسي في هذه العمليات.
وشدد على أن التكوين الذي يخضع له المدرس ينبغي أن يؤهله على مستوى التمكن من الكفايات المهنية والعرضانية ليكون فاعلا محوريا في العملية التعليمية والتربوية، مشيرا إلى أنه يتعين الأخذ بعين الاعتبار المستجدات التي تعرفها المنظومة التربوية في مجال التكوين الأساسي والمستمر للمدرس.
بدوره، اعتبر عضو المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي محمد الصغير جنجار، أن المجتمعات الحديثة واعية بأهمية دور المدرس، من خلال الاستثمار في منظومة التربية واختيار ألمع المدرسين وتكوينهم بشكل جيد ليكونوا مؤهلين للاضطلاع بأدوارهم الهامة في التدريس.
من جهتها، اعتبرت عضو المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، ليلى بنسليمان، أنه ينبغي أن تتم عملية التدريس وفق مشروع بمكونات ثقافية وسياسية وفلسفية، باعتبار أن المدرس هو الذي يشرف على التكوين في جميع المهن.
وسجلت أن الولوج إلى مهنة التدريس يعرف تنزيل إصلاح جذري يأخذ بعين الاعتبار “الجاذبية والجودة”، بتغيير معايير انتقاء الأستاذة، ويشمل مسار تكوينهم الكفايات المتعلقة بالتخصص والكفايات الحياتية.
ويهدف المنتدى، الذي ينظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، على مدى يومين، بمشاركة ثلاثة آلاف أستاذة وأستاذ من جميع ربوع المملكة، إلى تسليط الضوء على الدور المحوري للأساتذة في تحول المدرسة العمومية، بما يتماشى مع تطلعات المواطنات والمواطنين.
ويتضمن البرنامج العلمي لهذا المنتدى أكثر من 150 مداخلة ونشاطا حول أربعة محاور رئيسية تهم التكوين في مهنة التدريس، والتفتح في العمل، وتبني ممارسات فعالة في القسم، و”كيف نفهم تلاميذنا”، إذ يشكل فضاء مخصصا للأستاذات والأساتذة ومهنيي قطاع التربية والتكوين المسجلين من طرف الأكاديميات الجهوية والمديريات الإقليمية وفقا لمعايير تشمل التمثيلية الترابية، والنوع، وسلك التدريس والقدرة على التقاسم مع باقي الأساتذة والفئات العمرية ومستويات الخبرة، وذلك ضمانا لتمثيلية عادلة، وكذا إغناء للحوار وتعزيزا للدينامية بين الأجيال على وجه الخصوص.
ويسعى هذا المنتدى إلى أن يصبح موعدا سنويا من أجل توسيع مشاركة الأستاذات والأساتذة وتعزيز دينامية التحول النوعي للمدرسة العمومية، وذلك بانخراط فعال لنساء ورجال التعليم.