في هذا الزمن، صارت التفاهة طريقًا سريعًا إلى الشهرة، والرداءة جواز مرور نحو الأضواء. أما الاجتهاد والجدية والمسؤولية؟ فهذه تُعتبر “موضة قديمة”، لا تصلح لعالم المنصات والمتابعات السريعة.
اليوم، من يصرخ أكثر، يربح أكثر. من يستهزئ أكثر، يُتابَع أكثر. أصبح الذوق السليم نكتة، والقيم النبيلة عبئًا، والضمير مجرد رفاهية لا يقدر عليها الجميع.
صار الناس يضحكون على كل شيء… إلا ما يستحق التفكير.. تسلية بلا معنى.. محتوى يُعاد ألف مرة.. مواقف سطحية.. انفعالات مصطنعة… ثم نسأل: ما الذي يحدث لهذا العالم؟
ما يحدث ببساطة هو أننا استبدلنا المعنى ب”الترند”، واستبدلنا العالم/المفكر/القدوة ب”المؤثر”، واستبدلنا الاحترام بالتصفيق الأعمى.
لكن ربما، فقط ربما، لا يزال هناك أمل..أمل في أن نعيد الاعتبار لما هو نبيل، لما هو جميل، لما هو عميق. أن نتذكّر أننا بشر، لا روبوتات بلا إحساس ولا مشاعر.
فلنقلها بصراحة: نحن بحاجة إلى قليل من الصمت الحكيم.. إلى قليل من السكون وسط هذا الضجيج السخيف..
لنعد للقيم قليلا من قيمتها المفقودة..
بقلم/ جمال اسكى
