بقلم: جمال اسكى
يحتفل الكوكب الأزرق، الخالي من المياه الصالحة للشرب، اليوم باليوم العالمي للحمير.. هي مناسبة كونية لإعادة طرح السؤال الأنجولوجي: علاش؟
إن المتأمل والمتتبع للوضعية الإجتماعية لسلالة ” بني غيول” بالعالم العربي عموما منذ عصر “الحمار الأول”، يصل إلى نتيجة صادمة ظالمة غير مطقية:الإنسان يرتكب جريمة احتقار الحمار مع سبق الإصرار بدون سبب معقول.. لماذا هذه الوضعية الإعتبارية للحمير رغم الخدمات الجليلة التي تسديها ل” كحل القلب”؟
إن التحليل النفسي هو الحقل المعرفي الذي يقربنا من التفسير العلمي لهذه الظاهرة اللاعلمية: البشر ناكر للجميل من جهة ومن يشتغل كثيرا ” نيشان بلا قوالب” يتم تهميشه واحتقاره والدوس على كرامته.. وبالتبع، من ” ما بيشتغلش خالص.. ما بيغلطش خالص.. يرقى”.. فالحمار المسكين يشتغل بهمة ونشاط طيلة حياته يطبق التعليمات بشكل حرفي ولا يشترط حتى الحصول على علف إضافي بله تعويض عن الضرر المادي والمعنوي الذي لحقه منذ عقود..
إننا، في حزب الفروج البلدي الذي تجمعه علاقة قرابة بالحمار الجميل، نعتبر أن إعادة الإعتبار لهذا الحيوان المغوار أولوية وطنية.. فلا يمكن انتظار نقابات الرفق بالحيوان، التي ” باعت الماتش” للينيوليبرالية المتوحشة، أن تتحرك وتدافع عن هذا الكائن الظريف اللطيف الخدوم الكتوم.. لذلك فإننا نطالب كل القوى العاملة الحية الدفاع عن ” مثلها الأعلى” في الجد والعمل ونكران الذات.. والمطالبة بعدم مقارنة الحمار ببعض بني البشر الكسالى و” قليلي التربية” لما فيه من تجريح وتبخيس وانتقاص من مكانة الحمار ككائن يشتغل ليل نهار بلا كلل ولا ملل ولا يلقى إلا الجحود والمعاملة السيئة..
إن مطالب مجتمع الحمير بسيطة: المساواة مع نظرائهم الكلاب الذي يعيشون حياة الرفاهية في الفيلات ويسافرون بالطائرات والسيارات الفارهة بجواز سفر ديبلوماسي.. فما الذي تقدمه الكلاب حتى تحظى بكل هذه المعاملة التفضيلية؟ ولماذا تبقى وضعية الحمير تحت الحصير رغم كل تضحياتها الجسام؟
كل عام والحمير في خير.. كل عام والحمار رمز للجد والكرامة والكفاح…
جمال اسكى