كوكبة الدراجات النارية بالدرك الملكي.. الرقيب أميمة بنتابة، بطلة قصة نجاح عنوانها المثابرة والانضباط
أطلس سكوب
بثقة عالية ونظرة ثاقبة، تتابع الرقيب أميمة بنتابة دركية بكوكبة الدراجات النارية، حركة العربات التي تجتاز السد القضائي للدرك الملكي على الطريق السيار لبوسكورة. متسلحة بانضباطها وشغفها، تواصل أميمة عملها، غير آبهة بالظروف الجوية المتقلبة، وأعينها تراقب كل صغيرة وكبيرة، أولويتها الأولى حفظ سلامة وأمن المواطنين.
وعلى طول ساعات متعددة، تقف هذه الدركية الشابة ذات السبعة والعشرين ربيعا بزيها الرسمي على الطريق السيار لبوسكورة الذي يعرف حركة سير مهمة، تراقب رفقة زملائها بكوكبة الدراجين التابعين للدرك الملكي، حركة السير والعربات التي تجتاز الطريق السيار، على أهبة الاستعداد لأي تدخل محتمل.
وعن عمليات المراقبة هاته، تقول أميمة في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، “هي جزء مهم من عملنا، والتي نقوم من خلالها بتنظيم حركة المرور وحماية أمن المواطنين والمحافظة على سلامتهم”، مبرزة أن تواجد الدرك الملكي بالطرق السيارة يروم أيضا توجيه وإرشاد وكذا تحسيس مستعملي الطريق.
ورغم ظروف الاشتغال الصعبة، التي تستوجب الوقوف لساعات طويلة والحفاظ على مستوى عال من اليقظة والحذر، أكدت الرقيب أميمة أنها اعتادت الاشتغال في مختلف الظروف والأجواء، معتبرة أن الانضباط والرصانة هما من الخاصيات الأساسية للدرك الملكي.
وأضافت أنه خلال تأديتها مهامها رفقة باقي زملائها، فهي دائما ما تضع نصب عينيها المسؤولية الملقاة على عاتقها، وتستحضر شغفها بهذه المهنة النبيلة التي ولجت إليها عن اقتناع وحب.
وفي هذا السياق، تتذكر أميمة بداية مسارها المهني الذي كان بالتحاقها بصفوف الدرك الملكي سنة 2017، حيث تلقت التكوين العسكري لمدة سنتين بالمدرسة الملكية للدرك الملكي بمراكش، مشيرة بكثير من الفخر والاعتزاز إلى أنه تم انتقاؤها من بين الكثيرين للالتحاق بصفوف الدراجات النارية ببنسليمان، من أجل التكوين على ضبط مهارات سياقة الدراجة النارية والتعامل معها بأريحية.
وأوضحت في هذا الخصوص، أن الانتقاء يتم وفق عدة شروط من بينها الانضباط، والجدية، والمقومات البدنية من أجل القدرة على قيادة والتحكم في الدراجة النارية، باعتبار أن أسطول الدرك الملكي يتكون من دراجات نارية من الحجم الكبير وذات سرعة عالية.
وهكذا، تضيف أميمة، بعد قضاء فترة التكوين بنجاح “تم تعييني بوحدة الدراجات النارية للطريق السيار ببوسكورة للقيام بعدة مهام منها على الخصوص، مهمة شرطة السير والجولان، ومراقبة السير وجزر المخالفات وخفر المواكب العسكرية”.
وعن عملها في هذا المجال الذي ما يزال بالنسبة للكثيرين مجالا “ذكوريا” لما يتطلبه من مؤهلات بدنية خاصة، أكدت أن “عملنا لا يوجد فيه فرق بين الرجل والمرأة فقد اجتزنا نفس التكوين ونشتغل في نفس الظروف ونؤدي نفس المهام”، مضيفة أنه “منذ التحاقي بهذه المهنة لم أواجه أية صعوبات بفضل التكوين العالي الجودة الذي تلقيناه في مركز التكوين والتوجيهات والمواكبة المتواصلة من طرف الرؤساء بالميدان، بالإضافة إلى التعاون والعمل المشترك مع باقي الزميلات والزملاء بكوكبة الدراجات النارية التابعة للدرك الملكي”.
واعتبرت الرقيب أميمة بنتابة وهي أم لطفلة، أن الانتماء للدرك الملكي ومزاولة هذه المهنة النبيلة يشكلان “مصدر فخر واعتزاز كبيرين بالنسبة لي ولأسرتي”، مضيفة أن “ثقة أمي في قدراتي وتشجيعاتها، والفخر الكبير الذي أراه في عينيها خاصة وأنا أرتدي بذلتي الرسمية، لطالما شكل حافزا كبيرا بالنسبة لي لكي أقدم أفضل ما لدي”.
وبانضمامها إلى كوكبة الدراجات النارية التابعة لمصالح الدرك الملكي، ونجاحها في تأدية مهامها على أكمل وجه، تكون الرقيب أميمة بنتابة، قد كتبت أسطر قصة نجاح أخرى، بطلتها امرأة مغربية مثابرة تشكل مصدر فخر لكل امرأة، ومثالا يحتذى بالنسبة للكثير من الفتيات.
ومع