نبيل اليحياوي ـ أيت امحمد
في قلب جبال أزيلال، وتحديداً بدوار تامدة التابع لجماعة آيت امحمد، يكافح سكان المنطقة يومياً من أجل توفير أبسط مقومات العيش، وفي مقدمتها الماء الصالح للشرب. في هذا السياق، وجدت جمعية إغزديس نفسها وسط جدل أثاره تسجيل صوتي منسوب إلى أستاذة تُدرس بمدرسة الدوار، تتحدث فيها عن معاناتها في الحصول على الماء.
وإيماناً منها بأهمية التوضيح وتنوير الرأي العام، اختارت الجمعية الرد ببيان حقيقة للرأي العام توصل الموقع بنسخة منه:
ففي بيان توضيحي، أكدت جمعية “إغزديس” أنها ومنذ تأسيسها، تشتغل بإمكانات محدودة وبجهود تطوعية خالصة، ساعية إلى تزويد سكان الدوار والمناطق المجاورة بالماء، رغم وعورة التضاريس وتشتّت المساكن وقلّة الموارد.
ورغم أن الجمعية لا تستطيع توفير الماء إلا ليوم واحد في الأسبوع بسبب ضعف منسوب البئر وظروف الجفاف المتكرر، إلا أنها لم تتردد في تلبية طلب إدارة المدرسة وربط المؤسسة بصنبور ماء مجاني سنة 2023، استفادت منه الأستاذة بشكل طبيعي، مثل باقي المؤسسات.
لكن، ومع تفاقم الجفاف بداية 2024 وتراجع منسوب البئر، تضرّرت الشبكة وتوقّف التزويد في مناطق مرتفعة، من بينها المدرسة والمسجد، واضطر بعض السكان إلى حفر آبار خاصة لتأمين حاجياتهم، وهو ما كان حلاً مؤقتاً لجيران المدرسة، وعُرض على الأستاذة الاستفادة منه مجاناً… لكنها رفضت، حسب ما ذكره بيان الجمعية.
ورغم هذا، تقول الجمعية إنها لم تتخلَّ عن مسؤوليتها، فقامت، بمعية المجلس الجماعي، بمد أنابيب جديدة نحو مسكن الأستاذة، لكن المفاجأة كانت رفضها الربط، وإصرارها على الاستفادة المجانية، وهو ما يتعارض مع القانون الأساسي للجمعية الذي يفرض مساهمة رمزية موحدة على الجميع.
وحرصاً منها على السلم الاجتماعي، شدّدت الجمعية على أن الأمر لا يتعلق بتعنت أو تجاهل، بل بواقع ميداني صعب تعيشه منطقة جبلية تعاني من الهشاشة والمناخ القاسي. مؤكدة أن محيط المدرسة يتوفر على موارد مائية (عيون وآبار)، كان من الممكن الاستعانة بها مؤقتاً.
كما عبّرت الجمعية عن أسفها لما وصفته بـ”ترويج صورة قاتمة عن الساكنة”، التي طالما كانت، بشهادة الكثير من الأطر التعليمية، سنداً ودعماً للأساتذة الوافدين على المنطقة.
وفي الختام، دعت جمعية إغزديس إلى تغليب روح التفاهم والتعاون، مشيرة إلى أن هدفها الأسمى هو خدمة المواطن، دون تمييز، في ظل ظروف قاسية لا يمكن تجاوزها إلا بتضافر الجهود وحسن النية من الجميع.
