جمعية تيموليلت للتنمية تنظم مائدة مستديرة حول الديمقراطية التشاركية ودورها في تعزيز مشاركة الشباب في تسيير الشأن المحلي
محمد كسوة
في إطار مشروع: الديمقراطية التشاركية رافعة لتعزيز المواطنة”، نظمت جمعية تيموليلت للتنمية مائدة مستديرة حول: “دور الديمقراطية التشاركية في تعزيز مشاركة الشباب في تسيير الشأن المحلي”، وذلك يوم الخميس 8 أبريل 2025 بمقر الجمعية الكائن بمركز جماعة تيموليلت إقليم أزيلال.
حضر هذه المائدة المستديرة مجموعة من ممثلي جمعيات المجتمع المدني وهيئات المساواة وتكافؤ الفرص بعدد من المجالس المنتخبة، ومنتخبين، وطلبة وباحثين في سلك الدكتوراه، ومواطنين ومواطنات من الجماعة.
ويأتي هذا النشاط إطار مشروع: “الديمقراطية التشاركية رافعة لتعزيز المواطنة” بدعم من الوزارة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالعلاقة مع البرلمان، والذي يهدف إلى المساهمة في تعزيز المشاركة المواطنة عبر تعزيز قدرات المنظمات والأفراد في مجال الديمقراطية التشاركية.
وفي هذا الإطار ذكرت الأستاذة نعيمة حاجي، رئيسة جمعية تيموليلت للتنمية بمكونات المشروع الذي أنجز على مدار 12 شهرا، مؤكدة على أهمية هذا المشروع الذي سيساهم في تعزيز مشاركة المواطنين والمواطنات والجمعيات في تدبير شؤونهم، والرفع من مساهماتهم في التنمية البشرية المندمجة والمستدامة.
وأشارا الأستاذة نعيمة حاجي، إلى أن الاهتمام المتزايد بالديمقراطية التشاركية ببلدنا المغرب، والذي يعتبر المشاركة والتشاور ركيزتين أساسيين لتعزيز المسلسل الديمقراطي القائم على الحكامة الجيدة، يعكس الأهمية التي يوليها المغرب لتمكين المواطن والمواطنة والجمعيات من الانخراط في دواليب اتخاذ القرار على المستوى المحلي، ويمكن المواطن والمواطنة من المشاركة في الحياة السياسية وتدبير الشأن المحلي، كما يشكل رهانا يتعين كسبه لتمكين مغرب المستقبل من التوفر على كفاءات قادرة على تحقيق التنمية المستدامة.
وأمام هذه التغيرات التي كرست مفهوم الديمقراطية التشاركية كمبدأ دستوري وكذا التطورات المتلاحقة، (تضيف رئيسة الجمعية) أدرك الفاعلون الأهمية القصوى لمشاركة المواطنين والمواطنات والجمعيات قصد تثمين هذه الكفاءات لتلعب دورا اساسيا على المستويين الوطني والمحلي، لأجل ذلك تم إرساء آليات الديمقراطية التشاركية لتمكين المواطنات والمواطنين والجمعيات من ممارسة الحق الدستوري والانخراط الفعلي في هذا المسلسل الديمقراطي، خصوصا في هذه المرحلة الانتقالية وضمان وإرساء ثقافة الممارسة في هذا المجال.
وقالت السيدة نعيمة حاجي إن هذه المائدة المستديرة حول دور الديمقراطية التشاركية في تعزيز مشاركة الشباب في تسيير الشأن العام تهدف إلى فتح نقاش تفاعلي بين الفاعلين المحليين، الشباب، ممثلي المؤسسات المنتخبة والمجتمع المدني، حول إشكالية ضعف انخراط الشباب في الحياة العامة سواء على مستوى المشاركة السياسية أو في تدبير الشأن المحلي، وهو ما يعزى إلى مجموعة من العوامل، منها ضعف الثقة في المؤسسات، والإقصاء من دوائر القرار، وضعف آليات الحوار والمشاركة.
كما يهدف هذا اللقاء إلى تعزيز الوعي بأهمية الديمقراطية التشاركية كرافعة لتعزيز مشاركة الشباب في تسيير الشأن العام، تشخيص وتدارس واقع مشاركة الشباب في تسيير الشأن المحلي بالإقليم، تحديد التحديات والمعيقات التي تواجه مشاركة الشباب وتقديم مقترحات لتجاوزها، تبادل الخبرات والتجارب الناجحة عبر تثمين المبادرات الرامية لتعزيز مشاركة الشباب على مستوى الإقليم والجهة، والخروج بتوصيات عملية قابلة للتطبيق لتعزيز مشاركة الشباب في تسيير الشأن العام.
وشكلت هذه المائدة المستديرة فضاء للتفكير والنقاش حول الأسباب والمعيقات، وأيضا سبل ووسائل التحفيز والتمكين لتعزيز مشاركة الشباب وذلك عبر مجموعة من المحاور: الديمقراطية التشاركية: المفاهيم، الأهمية، الآليات، تحديات التفعيل لإشراك الشباب، كما تميزت هذه المائدة المستديرة بتقديم مبادرات الفاعلين لتعزيز مشاركة الشباب، حيث تم تقديم تجربة برنامج تضافر من طرف وكالة التنمية البلجيكية “Enabel”، تجارب إحداث مجالس الشباب بكل من جماعة ناوور وجماعة أزيلال، تجربة جمعية تأهيل الشباب ببني ملال حول محاكاة عمل مجلس الجماعة ومجلس الجهة لفائدة الشباب، تجربة جمعيه النور النسوية والعمل لتعزيز مشاركة الشباب عبر مشروع المشاركة المواطنة الدامجة.
وخلص المشاركون في هذه المائدة المستديرة إلى أهمية الديمقراطية التشاركية في استدراك النقائص التي تعتري الديمقراطية التمثيلية المبنية على العملية الانتخابية، وأن غاية الديمقراطية التشاركية ليست تجاوز الديمقراطية التمثيلية، بل تلعب دورا مكملا لها، كما أنها تعمل على تجويد وتحسين أدائها في نسق من التعاون والحوار البناء بين الأجهزة السياسية والأقطاب الاجتماعية.