على إثر التفاعل الدائر حول الحركة الانتقالية لرجال “السلطة” و ما لازم ذلك من تغطية اعلامية “ميكانيكية” تقتصر على ذكر “شكون للي مشا… شكون للي جا فبلاصتو” لغاية في نفس يعقوب تتمثل أساسا في اقتناص الفرصة الذهبية لنيل رضى التقرب و الظفر “بمنزلة” صاحب المسؤول واش كاين مانقضيو؟! في مشهد غريب و معيب يشكل مدخلا لصناعة ما يسمى عبثا “بالاعيان الجدد ” اما القدامى فهم دائمون و راسخون.
هذه الظاهرة تتنافى مع المقاربات الجديدة التي اعتمدتها الدولة عامة و وزارة الداخلية خاصة سيما فيما يخص المفهوم الجديد للسلطة ؛ حيث ان “الاعيان” مفهوم يضرب في العمق و يتناقض تماما مع مفهوم المواطن و المواطنة، رجل سلطة “agent d’autorité ” ليس مرادفا للتسلط و القهر بل هو رجل تنمية “agent de développement ” .
و القائد بهذا المعنى من القيادة يجب ان يتصف ببعد النظر و ان تكون له رؤية بالإضافة إلى القدرة على التواصل و النزاهة و الإستقامة (الوازع الأخلاقي= القيم) ،ان تكون قائدا يعني متشبعا بالمقاربات التشاركية ، مقاربة النوع،المقاربة المجالية و المقاربة الحقوقية لأن القيادة تجعل منك مصدرا لاتخاد القرار و تنفيذه -وبعيدا عن تلك المقاربات – ستكون بيروقراطيا متعسفا و متسلطا ؛على اعتبار ان اتخاذ القرارات وتنفيذها وتقييمها تقتضي اشراك كل الفاعلين و المتدخلين .
اكيد ان من يؤمن بمفاهيم بالية مثل “الاعيان و السلطة” لن ينهج الاسلوب الجديد و لا المفهوم الجديد للسلطة حيث ان الأزمة هنا ذاتية وليست موضوعية على اعتبار أن المغرب قطع اشواطا مهمة في ميدان التشريع و التحول الرقمي و مقاربات التدبير على مستوى المؤسسات و المرافق العمومية.
المغرب يزخر بطاقات بشرية متنوعة من كل الاصناف “ماشي غير رجالات السلطة للي كانين” الكل يساهم في تحريك عجلة التنمية و القيادة/القائد هي صفة ملازمة لكل المجالات : كاين الاستاذ كاين الطبيب ..الممرض.. عامل نظافة ..تاجر..سائق..منتخب..موظف جماعي..فلاح..ربة أسرة….الى غير ذلك الفرق بين كل هؤلاء هو منهجية اداء العمل و رصيدهم القيمي و الأخلاقي في انجازه اي ان مقياس التفاضل بيننا هو القيم و الاهداف المشتركة و الغاية الفضلى هو بناء مجتمع متماسك و قوي تسود فيه ثقافة الحق و الواجب و تحكمه فلسفة العدالة الاجتماعية و ينتصر فيه الحق. هذا التماسك حققناه في عز الحجر الصحي ايام تفشي كورونا عملنا جنبا إلى جنب مع جميع مكونات المجتمع رغم ان وسائل الاعلام سوقت بشكل مبالغ فيه و مقصود لتدخلات رجالات السلطة و كأنهم في طليعة كل شيئ رغم ان مقارباتهم في غالب الأحيان كانت عنف ولسان سليط إختلط فيه الصفع بالرفس و الكلام النابي . باستثناء بعضا منهم كانت مقارباتهم اجتماعية تحسيسية و تواصلية.
و من أجل بلوغ غاياتنا في بناء مواطن حقيقي و فاعل يجب القطع مع الرشوة و الزبونية و المحسوبية و الاستقواء بهذا او ذاك، يجب ان نتعامل مع المواطنين على قدم المساواة و نساهم في تيسير الاستفادة من حقوقهم ماشي نديرو من قضاياهم وهمومهم ملفات لانتاج الريع و ما ادراك ما الريع…
بقلم : أ ب رشيد