أطلس سكوب
قارب نقاد سينميائيون وأساتذة جامعيون، اليوم الأحد بخريبكة، التمظهرات الجمالية في السينما الإفريقية، وذلك خلال ندوة نظمت في إطار المهرجان الدولي للسينما الإفريقية في دورته 24 التي تتواصل إلى غاية 18 ماي الجاري.
وأكد هؤلاء المتدخلون خلال الندوة، التي تناولت موضوع “قضية الجمالية في السينما الإفريقية”، ضرورة الانزياح عن مركزية السينما الاستعمارية والتنزه عنها، مسجلين في هذا الاتجاه الحاجة إلى “انتزاع الذات الإفريقية من سينما استلبتها واستباحتها لعقود، وهي السينما الغربية”.
وأوضحوا، في هذا الصدد، أهمية دور الأرشيف السينمائي في تجدد الوصل الإبداعي مع “الذات الإفريقية”، وتسليط الضوء على أصالة الشعوب، مشيرين إلى أنه كان لزاما على السينما الإفريقية أن تبدع في ما مضى، داخل شكل وقالب فني أنتجه المستعمر، مع ضرورة إبراز التعبيرات الشفهية الإفريقية كخزان لهذه السينما حتى تتقوى وتتطور في الوقت الراهن.
وأوضح الأستاذ بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، محمد امحفيض، حيوية السينما الإفريقية التي “ترتسم بخريبكة”، لافتا إلى الضبط المفاهيمي لمفهوم الجمالية عند الروائي والسينمائي السنغالي عثمان صامبين، الذي أرسى “قواعده النبيلة التي تجعل من قيمة وجودة الأعمال السينمائيه محددين لقدرتها على الصمود”. وسجل أن هذه الجمالية تحمل معان متعددة، تتجلى أساسا في فكر المنظمين الذي يروج في الكتابات السينمائية ويجملونها في العناصر الخاصة بالصورة وتحدد جمالية الشكل الفني، على غرار الحركات، والإيقاعات، والمونتاج، والايقاع الفيلمي، مع التركيز على الجوانب الجمالية الشكلية الأخرى من قبيل اللقطات، وزوايا التصوير، والإضاءة، والألوان، والموسيقى التصويرية، والحوار والسيناريو، وأداء الممثلين. وبعدما استشهد في هذا الاتجاه بالجمالية ذات المبحثين النظري والفكري التي نشآت بين ثنايا الفلسفة، أضاف أن “الجمال بصفة عامة ينطوي على قضايا نظرية”، مبرزا صعوبة إيجاد جمالية موحدة بسبب العجز عن مقاربة الموضوع نظرا لاختلاف الحساسيات المترتبة عن مختلف الأنماط السينمائية الأوروبية، والإفريقية، والآسيوية، “لأجل ذلك تكمن الغاية في وصل المبحثين والتوليف بين النوعين”. من جهته، قال المؤلف المصري سيد فؤاد إن تحديد الجمالية في مختلف السينمات هي جماليات وليست جمالية واحدة، مشيرا إلى إمكانية البناء على فعل ومشهد لا يمتان للجمالية بصلة، لكنه ناجح دراميا.
وأوضح، مؤلف فيلم “كلمني شكرا” لبطله الفنان الكوميدي المصري عمرو عبد الجليل، أن هذا “الفعل القبيح قد يثمر غايات مثلى تتمثل في إيصال فكرة معتبرة تخدم الفيلم برمته”، لافتا إلى السرد والحكي كمحددين للسينما الإفريقية، وهما عنصران مهمين في الفيلم الإفريقي. من جانبه، أكد الأستاذ بقسم الفلسفة بجامعة أنتا ديوب بالسنغال، بادو نداي، أن كتابات الروائي والسينمائي السنغالي عثمان صامبين، استبقت الثقافة التكنولوجية وتوسلت في المقام الأول بالكتابة باللغات المحلية أولا، كتمرين بيداغوجي، ثم بالصورة ثانيا عبر السينما، والتسليم بقدرتها في إيصال فكرة رئيسية تتجلى في الكفاح ضد المستعمر.
وأوضح أن الروائي والسينمائي صامبين فن د “ارستقراطية الكتابة عبر الاستعمال الحصري للغة الفرنسية”، وطفق مستخدما للهجات واللغات المحلية في أفلامه التي تعتبر امتدادا لكتاباته، مبرزا الالتباس الذي وقعت فيه السينما الغربية “المعتمدة على الصورة، ولا تتأسس على الكتابة كفعل ذي عوائد جمة على الذاكرة أساسا”.
ومع