أطلس سكوب ـ أزيلال
في إطار أنشطة الحياة المدرسية التي تقوم بها ثانوية جابر بن حيان بالمديرية الإقليمية للتعليم بأزيلال، نظمت المؤسسة رحلة تربوية لفائدة تلاميذ الثالثة ثانوي، من مدينة أزيلال الى بين الويدان وأفورار لزيارة محطة توليد الطاقم الكهربائية عن طريق الضخ.
ورغم كون الرحلة لم تتعد حدود تراب الإقليم فقد أجابت على عدة تساؤلات وأخرجت التلاميذ والتلميذات من قوقعة جدران المؤسسة التربوية، وصالت وجالت بهم إلى زوايا أخرى قريبة حالت ظروف دون زيارتها، قبل أن تلبيها لهم مؤسستهم والطاقم الإداري والتربوي المشرف على تعليمهم.
وفي طريق الذهاب والعودة برمجت أنشطة تربوية نوعية أعطت رونقا لبرنامج الرحلة .
وكانت المحطة الأولى للرحلة، عالية أفورار، توقف فيها المشاركون، لالقاء مداخلة للتلميذ أمراي أيوب، بعنوان ” الامن الغذائي وسهل تادلة”، عرف خلالها التلميذ المحاضر بالأمن الغذائي وأعطى معطيات حول سهل تادلة، “سلة المنطقة والمغرب من الحبوب والخضر” ودوره في الإنتاج الفلاحي، ووقعت عيونهم على انتشار كبير للتجمعات السكانية التي بدأت في التهام الأراضي التي كانت إلى الأمس القريب سلة المنطقة والمغرب من الحبوب والخضر ومختلف الأشجار المثمرة.
بعد مداخلة الامن الغذائي وسهل تادلة، واصلت الرحلة مسيرها نحو محطة توليد الطاقة الكهربائية عن طريق الضخ، وهي في الأصل الاتجاه الرئيسي في الرحلة،
وعند الوصول الى باب المحطة اصطف التلاميذ والتلميذات امام باب المرفق في انتظار إشارة الدخول من المسؤول الذي كان في انتظارنا، بدا في الوهلة الأولى صارما جداا، ما اعطى للزوار انطباعا خاصا، علله المسؤول من خلال التوضيح ان إجراءات الدخول صارمة ويتم التأكد من هوية الزوار واحدا واحدا، حيث اخذوا من الأساتذة مرافقي التلاميذ بطاقات تعريفهم واحتفظوا بها الى غاية خروجهم ومغادرتهم المرفق، كما تأكدوا من أسماء ومعطيات التلاميذ الزوار.
بعد الدخول الى المحطة، اختار المسؤول المرشد لغة واحدة في تعامله مع الحضور، التدرج في المراحل للتعرف على مرافق ومنشآت المحطة، والتحفيز على أهمية اللغة والمادة العلمية، مع التقويم بين كل مرحلة وأخرى للتأكد من تركيز وانتباه التلاميذ للشرح، ومدى وصول المعلومة اليهم…
ووقف الزوار على عدة معطيات لم يكونوا على علم بها، وما أثار انتباههم ،القوة الإنتاجية للمحطة الأولى من نوعها في المغرب وافريقيا والعالم العربي.
وفي ختام الزيارة، وجه المسؤولان اللذان كانا في استقبالنا نصائح تصب كلها في التحفيز على المواظبة في الدراسة والتوجيه الجامعي والمهني الصحيح، نالت اهتمام التلاميذ والتلميذات، الذين شكروا المسؤولان عن اهتمامهم بالزيارة التربوية لمؤسستهم.
مباشرة بعد محطة أفورار، عادت القافلة المكونة من حافلتين صغيرتين، الى أزيلال وتوقفت في غابة اغرغر، حيث جاء دور التلميذة حسناء خرواش، لالقاء مداخلة في الهواء الطلق، موسومة ب”توجيهات ونصائح للحفاظ على الموارد الطبيعية”، أثقلت خلالها التلميذة المحاضرة، زميلاتها وزملاءها بنصائح غزيرة، كان أبرزها…
بعد محطة غابة اغرغر، اتجهت الرحلة الى منتجع بين الويدان، حيث التمسوا من مرافقهم السماح لهم بركوب قارب يطوف بهم على جنبات البحيرة، حيث برمجوا أنشودة جميلة حول الماء، أرادوا لها ان تنشد احتفاء بالماء وفوق الماء..
من القمر في السماء
من الافق في العلياء
نرى الازرقَ في بهاء
هو الماء
في كل الأنهار والعيون
في كل البحار والسيول
في كل المجاري والسدود
هو الماء
هو الماء
C’est de l’eau, c’est de l’eau
C’est de l’eau, c’est de l’eau
كيف ما كان لون الغيوم
في يوم ممطر لا هموم
في يوم عاصف لاغموم
هو الما ء
في الحقوووول على العشب الندى
بالوان مروج على المدى
جمال غامر قد بدا
هو الماء
هو الماء…. هو الماءءءءءءءء ……هو الماءءءء
C’est de l’eau, c’est de l’eau
C’est de l’eau, c’est de l’eau
نحن بحارة نحن أقوياء
على القوارب على السفن سواء
هو الماء
هو الماء
بعد ذلك، توقف الجميع في استراحة لتناول وجبة غذائية خفيفة على ضفة بحيرة بين الويدان، ثم الاستماع الى كلمتين مفيدتين، احداهما كانت حول ’الامن الطاقي من القاء التلميذة المحاضرة نسرين الهواري، والتلميذة المحاضرة بسمة السعيدي، موسومة ب” التغيرات المناخية وتراجع حقينة سد بين الويدان”.
ان الرحلة التربوية ولاشك وقصة السفر، تعتبر ولا شك مصدر تحفيز تعليمي تعلمي لغوي لا جدال فيه، على أساس ما تسمح به من تنمية مهارات إبداعية وثقافية وتواصلية لفائدة المتعلمين وانطلاقا من منطلقات وتفاعلات وبداية ونهاية رحلة، وما يحدث من تعلمات في علاقتها بذات متعلمة وزمن ومكان، أخرجت المتعلمين ومدرسيهم من محيط ضيق الى مجال أوسع، بمثابة وضعية تعليمية تعلمية ومشروع صغير ضمن زمان ومكان وفعل وتفاعل محدد وإطار بيداغوجي وأهداف منشودة وكفايات، وتدبير واستمرارية، وسبل للقيام بأنشطة ودعامات ومواكبة وإنصات والتفات لطبيعة موارد محيط جديدة…وفرصة أيضا لاحترام روح القوانين وانضباط وعمل جماعي وابداع وانفتاح….
في نهاية الرحلة وجه التلاميذ والتلميذات المشاركين رسالة شكر وتقدير وامتنان لكل الأطر التي رافقتهم ولجنود الخفاء في مقدمتهم رئيس المؤسسة السيد حدو خويا علي، وكل الأطر الإدارية والتربوية والتقنية بثانوية جابر بن حيان ولكل من ساهم من قريب او بعيد في إنجاح الرحلة التربوية.