بقلم جمال أسكى
اجتمع أهل قرية ” أوهو”، بدعوة كريمة من “أمغار” القبيلة، للتداول حول موضوع الغزو التفاهي لبيوتهم التي كانت يوما آمنة سليمة مطمئنة.. كانت الدعوة جماعية، وكان الحضور إلزاميا..
التف الجميع حول “صينيات” الشاي، التي لا علاقة لها بجمهورية الصين الشعبية، وكان يترأس كل ” صينية” رجل من ذوي رجاحة العقل و حنكة الإدارة وباع طويل في تحلية مياه الشاي المنعنع وفق الأعراف والقوانين الجاري بها العمل في مثل هاته الإجتماعات المصيرية المهمة..
كان جدول اللقاء يتضمن نقطة فريدة: كيف نحارب التفاهة في صفوف الجيل الجديد من أبناء وبنات ” تمازيرت”؟ ولأن أهل القرية ديموقراطيون بالفطرة، فقد منحوا زعيم القبيلة الكلمة أولا، وكان، لأسباب ديموقراطية دائما، المتحدث الوحيد في الإجتماع.. قال جملة واحدة: سفلدات أتا قبيلة.. أيا أيت تمازيرت إعزان.. هل تريدون محاربة ” التخربيق” وتحصين ” تريكتكم” من التفاهة والسفاهة؟ قالوا جميعا بصوت واحد: نعااااام أيا أمغار..
وقف الزعيم، الذي كان يرتدي سلهام المناسبات الخاصة، قائلا بنبرة واثقة قوية: عليكم بمتابعة صفحة أطلس سكوب وقراءة عمود: أسونفو مساء كل سبت..
ردد الجمع الغفير بصوت رجل واحد: الله الله عليها..
رد “أمغار” مبتهجا: أراوات الطواجن نيناغ…
وحسب مصادر جد مطلعة، فإن كاتب عمود ” أسونفو”، الذي سيجمع بين متعة القراءة المفقودة والإفادة الضائعة وسط ركام التفاهة، سيكون بريشة الكاتب، ابن الهامش، جمال أسكى المعروف بأسلوب المراوغة اللغوية والتسديد الدقيق في تسجيل الرسائل بطريقة فنية تمزج بين الفصحى والعامية والأمازيغية في طبق شهي لذيذ…