نبيل اليحياوي
في مساء الخميس 29 ماي 2025، لم يكن أحد يتوقع أن رفض سائق سيارة نفعية التوقف عند نقطة مراقبة اعتيادية بسوق السبت أولاد النمة، سيطلق شرارة مطاردة دامت عشر ساعات، انتهت بكشف خيوط قضية سرقة تُلاحقها برقية وطنية صادرة عن أمن الحاجب.
بدأ كل شيء بنظرة شك، تلتها إشارة توقف من أحد عناصر الدرك الملكي، قوبلت بتسارع مفاجئ ومحاولة فرار. ما بدا في البداية تصرفاً متهوراً، سرعان ما أثار شكوكاً عميقة لدى رجال الدرك، خصوصاً بعد تنقيط بيانات العربة، التي كشفت أنها موضوع سرقة ومبحوث عنها وطنياً.
تحركت كل الأجهزة الأمنية بسرعة. تم تطويق جميع المنافذ المؤدية من وإلى إقليم الفقيه بن صالح، وشرع المركز الترابي للدرك بسوق السبت في عمليات تمشيط دقيقة، استُخدمت فيها كل الموارد المتاحة.
عشر ساعات من الترقب، التتبع، والمسح، أثمرت أخيراً عند مشارف جماعة سيدي حمادي، حيث تم تحديد مكان السيارة وتوقيف سائقها، الذي لم يكن سوى خمسيني من ذوي السوابق القضائية في مجال السرقة وتكوين عصابة إجرامية.
وقد تم وضع الموقوف تحت تدبير الحراسة النظرية، بأمر من النيابة العامة المختصة، في انتظار استكمال التحقيقات لكشف ملابسات حيازة السيارة، والوقوف على ما إذا كان وراءه شركاء أو نشاط إجرامي منظم.
قضية جديدة تبرز من خلالها يقظة عناصر الدرك الملكي وقدرتهم على التعامل السريع مع الحالات الطارئة، في سبيل ضمان الأمن العام واستعادة الحقوق المسلوبة.