أطلس سكوب ـ أزيلال
في إطار الجهود الرامية إلى تجويد الأداء التربوي وضمان تنزيل ناجع لنموذج مؤسسات الريادة، احتضنت قاعة الاجتماعات بملحقة المديرية الإقليمية يوم الإثنين 24 مارس 2025 لقاءً موسعًا جمع أعضاء اللجنة الإقليمية لتتبع العمليات المرتبطة بالمشروع، إلى جانب السادة المفتشين المواكبين، ورؤساء المؤسسات التعليمية الابتدائية والإعدادية المنخرطة في هذه التجربة الطموحة.
وقفة تأمل.. وتسريع وتيرة الإنجاز
افتتح اللقاء بكلمة توجيهية للسيد المدير الإقليمي فؤاد باديس، الذي شدد على أهمية هذه الاجتماعات الدورية باعتبارها محطات لتقييم مدى تقدم تنزيل تدابير البرنامجين الثاني والثالث، والوقوف على المؤشرات التربوية، من أجل تحسين الأداء العام للمؤسسات. كما أكد على ضرورة تعزيز الدعم المؤسساتي والمواكبة الرقمية، خاصة فيما يتعلق بعملية المسك على منظومة “مسار”، لضمان تتبع دقيق وفعّال للمؤشرات التربوية.
التغذية الراجعة.. مفتاح التحسين المستمر
من جهته، أبرز المنسق الجهوي للمواكبة التربوية أهمية التغذية الراجعة في مساعدة المؤسسات على تحليل أدائها، والوقوف عند مكامن القوة والاختلالات التي تستوجب التدخل العاجل. كما أكد منسق المديرين أن هذا اللقاء يشكل فرصة لتبادل التجارب والخبرات بين مختلف الفاعلين التربويين، مما يسهم في تطوير الأداء الجماعي للمؤسسات المنخرطة في المشروع.
تقييم الأداء.. بين الأرقام والواقع
شهد اللقاء تقديم عرض مفصل من طرف المنسق الإقليمي لمشروعي مدارس وإعداديات الريادة، ركّز خلاله على مجموعة من المحاور الأساسية، من بينها:
تحليل نتائج الرائزين القبلي والبعدي لتحديد مستوى التحكم في الكفايات.
تنزيل الدعم المؤسساتي لتعزيز بيئة تعليمية محفزة.
رقمنة العمليات التربوية وضبطها داخل منظومة “مسار”.
آلية اليقظة التربوية ودورها في تعزيز التوجيه والتتبع المستمر للمتعلمين.
تنشيط الحياة المدرسية عبر الأنشطة الموازية كرافد أساسي لدعم التعلمات.
التزام جماعي ومعايير صارمة
النقاش التفاعلي الذي أعقب العرض، بين المفتشين المواكبين ومديري المؤسسات، تطرق إلى 12 معيارًا رئيسيًا تلتزم بها المؤسسات المنخرطة في نموذج الريادة، وهي معايير تشكل حجر الأساس لنجاح هذه التجربة الطموحة.
توصيات عملية.. والرهان على المستقبل
في ختام اللقاء، تم الاتفاق على مجموعة من التوصيات العملية التي سيتم العمل على تقييم مدى تنفيذها خلال اللقاء المقبل، في أفق تحقيق الأهداف المسطرة لهذا المشروع التربوي الرائد.
يبقى رهان نموذج مؤسسات الريادة هو خلق مدرسة مغربية حديثة، مواكبة للتحولات الرقمية، وقادرة على تمكين التلاميذ من تعليم نوعي يؤهلهم للمستقبل، وهو ما لن يتحقق إلا بتضافر جهود جميع الفاعلين التربويين، في إطار رؤية تشاركية تضع جودة التعليم في صلب الاهتمامات.