جلس رأسي القرفصاء مع رأسه، في إطار الحوار الإجتماعي المتقرفص، لمحاولة الإجابة عن سؤال أنطولوجي: أين سأقضي العطلة؟ بينما احتدم النقاش بين الرأسين، قفزت العظام والمفاصل تردد لازمة أم مكلثوم، بصوت واحد: احنا عايزين بحر.. بابا بابا عفاك دينا للبحر..
إلتفت الرأسان إلى بعضهما البعض واتفقا معا، لأول مرة، على أن الخيار الأفضل، في هذه الظرفية المصهودة، هو التوجه رأسا إلى مدينة ساحلية لتبريد الفرفارة قبل أن أتحول إلى طيارة..
وفي اللحظة التي يتم التحضير فيها لتوقيع محضر الإتفاق التاريخي، جاءني اتصال هاتفي صاخب:
أنا: ألو من معي؟
هو: أيها البليد عن أي بحر وشاطئ وساحل تتحدث؟
أنا: تحدث باحترام أيها الحقير، ولا تستعمل معي لغة عثمان كوزان.. شكون أنت بعدا؟
هو: (باكيا منتحبا) أنا جيبك المثقوب.. أين الثروة؟
أنا: عند أخنوش
هو: لا أقصد ذلك، أعني كيف ستسافر؟ من أين ستحصل على المال الوفير لتغطية تكلفة الأسعار المسعورة في المدن الشاطئية؟
أنا: وقفت مصدوما.. منحنيا رأسي.. لا أستطيع الحديث.. ثم أحسست بأيدي تربت على كتفاي المثقلتين: هون عليك أخي.. شكرا لأجدادنا الذين تركوا لنا وصية قيمة: كم من حاجة قضيناها بتركها..
أنا: ما كاين ليخلانا على الضص قد هاذوك جدودك.. كان الناس يجمعون الثروة، وكانو، هم، يعلقون فلوس الحصاد للشيخات…
#أبوحذيفةالتيتشر