أطلس سكوب
أطلس سكوب موقع اخباري مغربي
afterheader desktop

afterheader desktop

after Header Mobile

after Header Mobile

قبائل آيت عباس تحيي معاهدة “تفركانت” لتقوية روابط الأخوة والتعاون بينها

أطلس سكوب – عمر طويل

عاشت قبائل آيت عباس بإقليم أزيلال، خلال الأيام القليلة الماضية حدثا تاريخيا مهما، حيث انعقدت اجتماعات متفرقة زمانيا ومكانيا لتجديد معاهدة تفركانت وذلك بغية تقوية روابط الأخوة والتعاون والتآزر بين قبائل المنطقة.

وجسد هذا اللقاء حدثا تاريخيا شهدته قرية إمسونا بايت عباس، حيث عرف عقد اجتماع قبلي رفيع المستوى شاركت فيه قرى قبيلة أيت عباس لإحياء معاهدة قبلية قديمة تقوي روابط الأخوة والتعاون والتآزر.

وقد سبق هذا الاجتماع اجتماع آخر مماثل في منطقة سكاط قبل أسابيع، ومن المنتظر أن تتلوه اجتماعات أخرى في قرى أخرى بايت عباس لتقوية الأواصر وإحيائها.

وعاشت ساكنة سكاط بايت عباس هذا اليوم التاريخي مستحضرة ذكريات الأجداد في تنظيم مثل هذه الملتقيات لتقوية أواصر التعاون والتآزر والأخوة بين أبناء قبيلة آيت عباس بإقليم أزيلال، ومن أجل تقوية أواصر معاهدة “تافركانت” والتذكير ببنودها.

واختتم هذا الملتقى بالدعاء الصالح، راجين من الله أن معاهدة الصلح تجمعهم على الخير والصلح والتعاون والتآزر.

وحلف “تفركانت”حلف الأخوة بين قبيلتين بأيت عباس، إذ بسبب نزاع بين رجال قبيلتين بأيت عباس بإقليم أزيلال قديما بادرت النساء المرضعات من كلا الطرفين المتنازعين بالتبرع بحليبهن لسقي وجبة كسكس يتناولها المتنازعون كخطوة لرأب الصدع و توطيد العلاقة لتكون بداية جديدة لحلف الصداقة الذي سموه بالأمازيغية “تفركانت” ويعني الزريبة التي تحمي الماشية من الغريب و تفيد تحصين القبيلتين من كل نزاع أو خلاف.

ويعود تاريخ “تفركانت” إلى جريمة قتل عن طريق الخطأ وقعت في الحدود بين قبيلتين من أيت عباس تدخلت إثرها أطراف من أجل الصلح و التنازل عن متابعة مقترف الجريمة.

و يقضي حلف “تفركانت” بتجنب دخول الأطراف المعنية بالمعاهدة في أي خلاف و تهم جزء من منطقة “إبعزيز” ودوار “تيرارين” بكامله و جزء من “أنبدزكين” و “إمسونا” و يشكلون الطرف الأول الذي وقع على حلف الصداقة و الأخوة مع منطقة “سكاط”.

وتمنع “تفركانت” اللجوء إلى رفع دعاوى قضائية ضد بعضهم البعض في المحاكم و رفع التظلمات إلى السلطات المحلية كيفما كان نوع الخلاف و المشكل، و توصي بحل النزاعات عن طريق عقد جلسات حوار في إطار “محكمة تفركانت” التي تعقد عقب كل نزاع يقع داخل النفوذ الترابي للقبيلتين المتآخيتين.

وسن واضعو حلف “تفركانت” مجموعة من البنود توصي كلها على حل الخلافات بالحوار و التراضي و اللجوء إلى”أمغار نتفركانت” شيخ الحلف.

و يتصافح الجميع معلنين عن انطلاق صحفة جديدة و يكون الختم بالدعاء ويستمع لقصص من تاريخ أجدادهم و يتم التذكير بالعهد الذي اتفقوا عليه و تلح لجنة الصلح و شيخ “تفركانت”على احترام بنود الحلف و خشية عواقب خرقها.

ويعود الفضل لحلف الأخوة و الصداقة بين القبيلتين بأيت عباس في الاستقرار الكبير الذي تعرفه المنطقة حيث تنعدم الملفات التي تخص أطراف الحلف في المحاكم و غالبا ما تحل مشاكل الطرفين بالحوار.

ويشهد شيوخ من أيت عباس على الدور الايجابي ل”تفركانت” في حل نزاعات كثيرة حول الأرض و الرعي و البيع والشراء.


تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد