أطلس سكوب – عمر آيت تفغالين
السوبر ليغ مصطلح رياضي ذو نفحة اقتصادية سطعت شمسه بأوروبا بعد أن أقدمت أندية برشلونة، ريال مدريد الاسبانيين، يوفنتوس الإيطالي والنوادي الانجليزية على تنظيم مسابقة موازية أو بالأحرى منافسة لبطولة دوري أبطال أوروبا، وذلك بذريعة الرفع من المستوى الفني و ضخ أرباح وإيرادات قدرت بمليارات الدولارات من المباريات تمكن الأندية المشاركة في البطولة من تجاوز أزماتها المالية، الأمر الذي لقي رفضا منقطع النظير من قبل المؤسسات الرياضية الراعية لشؤون كرة القدم وعلى رأسها الاتحاد الاوروبي الذي يرى في ذلك تهديد لسمعة المسابقات الأوروبية المنظمة تحت لوائه و كذلك الفيفا حيث اعتبروا أن هذه الخطوة قرار مجحف ستقصي باقي الأندية الأخرى وتلقي بهم خارج دائرة الاهتمام، وهذا ما أثار جدلا كبيرا ومتواصلا حتى أسدل الستار عن مسلسل القيل والقال بل تمدد إلى حين التهديد بعدم المشاركة في البطولات الأوروبية لتتراجع أندية انجلترا كتشيلسي، ارسنال وغيرها عن الاستمرار في تأييد فكرة السوبر ليغ ليعقب ذلك انسحاب أندية يوفنتوس وريال مدريد تاركين نادي برشلونة وحيدا بقيادة الرئيس خوان لابورتا مؤمنا بأن السوبر ليغ هو أحد الخطط الاستراتيجية للعملاق الكتالوني من أجل الخروج من نفق التخبطات المالية المتعلقة بالديون العالقة في ذمة الإدارة السابقة لجوزيب ماريا بارتوميو .
ليتخذ مفهوم السوبر ليغ منعرجا اخر ليصبح الدوري الافريقي الممتاز في نطاق جغرافي لم يكن في الحسبان وهو القارة السمراء بعد إجماع كبير من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا والاتحاد الافريقي لكرة القدم كاف على إحداث المسابقة القارية في نسختها الأولى بنظام خروج المغلوب عبر الذهاب والإياب من تاريخ العشرين أكتوبر الى غاية الثاني عشر من شهر نونبر 2023 ، البطولة التي تضم أفضل ثماني فرق على الصعيد القاري خلال الخمس سنوات الماضية ، ويتزعم مقدمة هذه النوادي الوداد الرياضي سفير الكرة الوطنية الوحيد في المسابقة ، الأهلي المصري ، شيخ الأندية التونسية الترجي التونسي ، نمور سيمبا التنزاني ،الفيل الأزرق القادم من مدينة أبا النيجيرية انييمبا ، قوي جنوب أفريقيا ماميلودي صانداونز و كذلك بيترو اتليتيكو ممثل العاصمة لواندا الانغولية ، و أخيرا الغربال الكونغولية البعبع مازيمبي القادم من مقاطعة لومبوباتشي .
ليأتي بعد ذلك موعد القرعة وتضع الكيان الأحمر الودادي في مواجهة انييمبا فكان الفوز مستحقا من نصيب غزاة القارة ذهابا وإيابا ، ليصطدم الفريق الأحمر بعقبة الترجي التونسي المتأهل على حساب مازيمبي الكونغولي في نصف نهائي المسابقة القارية مما حتم على أبناء المدرب المغربي الشاب عادل رمزي بذل مجهود مضاعف للثأر من خسارة لقبي دوري أبطال أفريقيا سنة 2011 و سرقة رادس 2019 ، ليثبت الوداد الرياضي المغربي علو كعبه ذهابا بهدف بوسفيان و لم يمنع هدف مهاجم الترجي رودريغيز ايابا من مواصلة المسير نحو نهائي قاري جديد بعد أن رجحت ضربات الترجيح كفة الوداد الرياضي على حساب الترجي بملعب الحمادي العقربي التاريخي .
ليضرب نادي الوداد المغربي موعدا جديدا مع ماميلودي صانداونز الجنوب الافريقي الذي أطاح ببترو اتليتيكو الانغولي و الأهلي المصري خارج حسابات المسابقة القارية في المشهد الختامي للنسخة الاولى من الدوري الافريقي الممتاز، نهائي يعد بالكثير خاصة وأن الإحصائيات تؤكد اننا امام أقوى دفاع وهجوم بالمسابقة حيث سجل الوداد الرياضي خمسة أهداف وتلقى هدف وحيد في حين سجل هجوم ماميلودي صانداونز ثلاثة أهداف دون تلقي أي هدف .
تاريخ المواجهات بين الفريقين يرجح كفة الوداد الرياضي على حساب صانداونز الجنوب الافريقي فقد التقى الفريقان في مناسبات عديدة وتحديدا خلال دور المجموعات دوري أبطال أفريقيا منذ 2017 و مرتين برسم نصف نهائي دوري الأبطال وصولا الى المشهد الختامي الأول الذي يجمع بين الناديين للدوري الافريقي الممتاز .
هكذا هي لغة الإحصائيات أما منطق المستطيل الأخضر فقد أثبت لنا بالأمس بمركب محمد الخامس بالبيضاء صحة التكهنات التي أشارت إلى أن عشاق الكرة الافريقية سيتابعون واحدة من أقوى النهائيات على المستوى الفني والتكتيكي بين مدربين محنكين كموكوينا و عادل رمزي ، الوداد الرياضي المغربي حاول استغلال عاملي الأرض وجمهوره المرعب لزعزعة صانداونز الجنوب الافريقي منذ بداية أطوار اللقاء ، فكان له ذلك بعد مهارة من اللاعب منتصر لحتيمي ليسكنها مدافع صاندوانز بالخطأ في مرماه ، مما دفع ممثل بريتوريا إلى الاندفاع أكثر نحو الهجوم و تسجيل هدف يسهل المأمورية إيابا بجنوب افريقيا ، لكن المدافعين جمال حركاس وأمين أبو الفتح كانوا أكثر تماسكا أمام هجمات الصانداونز لينتهي الشوط الأول على وقع تقدم مستحق الوداد الرياضي المغربي .
بداية الشوط الثاني شهدت سيطرة جنوب أفريقية في مقابل تراجع مخيف للاعبي الوداد الرياضي حتى إعلان حكم المباراة السوداني محمود علي اسماعيل عن ضربة جزاء لصالح صانداونز سجلها المدافع المغربي عبد المنعم بوطويل مع منح بطاقة صفراء للقائد يحيا جبران ستغيبه عن لقاء الإياب الأحد المقبل ببريتوريا ، ولم تتأخر ردة فعل الوداد الرياضي بعد أن قام المدرب عادل رمزي باستبدال عبد الله حيمود بأنس سرغات الذي سدد قذيفة سكنت شباك الحارس ويليامز ليحافظ الوداد المغربي على تقدمه حتى صافرة نهاية اللقاء ليتأجل الحسم الى الأحد القادم .
لذلك سينخرط الجميع في دعم وداد الأمة طيلة هذا الاسبوع حتى موعد الإياب ، بهدف جلب الأميرة السمراء من جنوب القارة الافريقية، ليدون وداد الأمجاد و غزاة القارة صفحات جديدة من التاريخ اللامع لسفينة الوداد الرياضي المغربي وسط الأدغال.