أطلس سكوب
نظم اليوم الثلاثاء بتملالت بإقليم قلعة السراغنة، لقاء تواصلي حول الأصناف النباتية الجديدة المبتكرة من قبل المعهد الوطني للبحث الزراعي لفائدة الفلاحين بجهة مراكش آسفي.
ويهدف هذا اللقاء الذي نظم بضيعة التجارب تساوت التابعة للمركز الجهوي للبحث الزراعي مراكش آسفي، إلى إبراز التقدم الوراثي للأصناف النباتية الجديدة وتمكين الفلاحين من التعرف عن قرب عن زراعتها وجودتها وتكنولوجيتها في أفق تعميم استخدامها من طرف المهنيين.
وقالت رئيسة القسم العلمي بالمعهد الوطني للبحث الزراعي، ايمان التهامي العلمي، في كلمة بالمناسبة، إن هذا اليوم التواصلي يندرج في إطار مقاربة نقل التكنولوجيا التي يعتمدها المعهد والمرتكزة على “منصات الأصناف الجديدة” التي تمت إقامتها بضيعات التجارب بمختلف المناطق الإيكولوجية في المغرب وخصوصا في الغرب وتادلة وسايس وزعير، بهدف التعرف على الأصناف الجديدة من الحبوب والبقوليات وكذلك النباتات الزيتية.
وأوضحت أن ابتكار الأصناف النباتية يعد أحد الرافعات المهمة لدعم استراتيجية الجيل الأخضر، والمساهمة في تحقيق أهدافها، إذ يعد الصنف عاملا رئيسيا لتحسين الإنتاج والاستدامة، من خلال تحسين الإنتاجية والجودة ومقاومة الضغوط الحيوية وغير الحيوية.
واعتبرت أن أهمية تأثير الأصناف المبتكرة تبقى رهينة بمدى انتشارها وتعميم استخدامها على نطاق أوسع وفي إطار زمني معقول من طرف الفلاحين وعموم المهنيين.
وأشارت السيدة التهامي العلمي، إلى أن المعهد الوطني للبحث الزراعي، باعتباره فاعلا رئيسيا في تنزيل استراتيجية الجيل الأخضر، يهدف إلى تطوير ما بين 30 و50 صنفا جديدا (في جميع سلاسل الإنتاج) للمساهمة في تحسين الإنتاج الوطني بنسبة 50 في المائة مع تعزيز استدامة نظم الإنتاج ومرونة القطاعات الزراعية في مواجهة تغيير المناخ.
من جهته، أبرز رئيس المركز الجهوي للبحث الزراعي بمراكش، الكودريم محمد، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن استنباط الأصناف النباتية الجديدة، باعتباره عنصرا مبتكرا، يعد أحد الروافع المهمة لدعم استراتيجية “الجيل الأخضر” ودعامة لتحقيق أهدافها، مضيفا أن الصنف الزراعي يعتبر عاملا رئيسيا في تحسين الإنتاجية، والرفع من الجودة ومقاومة الاكراهات الاحيائية وغير الاحيائية.
وأكد على الأهمية التي يكتسيها استنباط الأصناف الجديدة للرفع من الإنتاجية، مبرزا ضرورة نشر الأصناف المستنبطة واستخدامها من قبل المزارعين على نطاق واسع وفي غضون فترة زمنية.
وأشار في هذا السياق، إلى اعتماد المعهد الوطني للبحث الزراعي مقاربة قائمة على “منصات العرض للأصناف الجديدة” للترويج والتواصل حول الأصناف الجديدة من الحبوب والبقوليات الغذائية والعلفية والنباتات الزيتية.
كما شكل هذا اللقاء، الذي عرف حضور على الخصوص، ممثلين عن المديرية الجهوية للفلاحة والمكتب الوطني للاستشارة الفلاحية والشركة الوطنية لتسويق البذور (سوناكوس) وباحثين من المعهد الوطني للبحث الزراعي، فرصة لتسليط الضوء على أهمية الري التكميلي لضمان إنتاج موثوق، خاصة في سياق موسم فلاحي يتميز بجفاف حاد مند بداية الموسم، إلى جانب الوقوف على برنامج إكثار البذور الأساس وما قبل الأساس للأصناف الجديدة والتي تم تفويتها أو في إطار التفويت.
يشار إلى أن المعهد الوطني للبحث الزراعي يتوفر على منصات في ستة ميادين للتجارب تمثل أحواض الإنتاج الرئيسية وهي الحوز (تاساوت)، تادلة (أفورار)، الغرب (سيدي علال التازي)، زعير (مرشوش)، سايس (ضويات) والمناطق الجبلية (لعناصر)، وتهدف إلى إظهار التقدم الجيني الذي تم إحرازه من خلال هذه الأصناف الجديدة، مع التركيز على ميزاتها الرئيسية وتفاعلها مع البيئة.
ومن خلال منصات العرض هذه، والموجهة بالخصوص الى المزارعين وجميع الشركاء المؤسساتيين والمهنيين، يهدف المعهد إلى إظهار التقدم الجيني لهذه الأصناف الجديدة والسماح لمختلف الفاعلين من التعرف على ميزاتها وخاصياتها الزراعية، والفسيولوجية والتكنولوجية، من أجل الرفع من نسبة استخدامها وتبنيها من قبل المزارعين والمنتجين والمكثرين وشركات البذور.
ومن بين هذه الأصناف القمح الصلب الجديد “جواهر” المسجل سنة 2023 والذي يتمتع بزيادة إنتاجية قدرها 30 في المائة مقارنة بالأصناف القديمة، وصنف الشعير “الشفاء” المسجل سنة 2016 والذي يشكل أول صنف من الشعير الخالي من القشرة في جميع أنحاء القارة الأفريقية بمحتوى بيتا جلوكان بنسبة 8 في المائة (الألياف القابلة للذوبان تقلل الكولسترول والسكري والنوبات القلبية).
ومع