أطلس سكوب
أطلس سكوب موقع اخباري مغربي
afterheader desktop

afterheader desktop

after Header Mobile

after Header Mobile

براعم وفتيان الرباط بالطريقة القادرية البودشيشية يحتفلون بحصاد السنة


في أجواء من رقائق ذكروسماع والصلاة على المصطفى الحبيب،احتفل براعم وفتيان وشباب الطريقة القادرية البودشيشية (فرع الرباط) باختتام حصاد السنة بالبرنامج التكويني والتربوي والعلمي المسطر كل سنة والموضوع رهن إشارة الراغبين والراغبات من الفئة العمرية المذكورة رجال ونساء الغد من أبناء وبنات هذه الزاوية العريقة المباركة من أجل خلق جيل ذاكر لأنعم الله،واع ومسؤول،متوازن ومنفتح على الآخر في ارتباط وثيق وصامد صمود الجبال بهويته الدينية والوطنية
وهكذا استمتعت ينابيع الرحمة من صغار وصغيرات الطريقة بالرباط بلحظات سعيدة بمقر الزاوية بحي سيدي فاتح بالرباط صبيحة يوم الأحد 23 يوليوز 2017 عمها الحبور والبهجة والسرور خاصة مع ما يطلقه سعادة البهلوان من قفشات وحركات غريبة الأطوار ،وارتفع منسوب الفرح بالله ومع الله وبين أهل الله وأحبابه لدى الحضور من آباء وأولياء وأقارب هؤلاء الأحبة الصغاروالمريدون والمريدات لما شهد الحفل لحظات التميز والتتويج وتسليم شواهد التقدير لكل من خط مسيرته التكوينية من ذهب مصقول خلال السنة بالحضور والمشاركة والتتبع والاستفادة من الدروس النظرية والتطبيقية بالبرنامج التكويني التربوي والعلمي للطريقة
ويذكر أن الطريقة القادرية البودشيشية بفروعها داخل التراب الوطني وفي جميع أنحاء العالم ،تضع برامج دقيقة ومنتظمة لتكوين الفرد والجماعة على هدى من كتاب الله وسنة رسوله ،وتعمل على الحفاظ على كيان الأمة في أمن واستقرار وحب للأوطان بتوجيهات شخصية من شيخها المأذون وارث السر المحمدي العارف بالله سيدي جمال القادري البودشيشي أطال الله عمره وحفظه في أبنائه وحفدته الكرام البررة ،وأرسل اللهم شآبيب رحماتك على المرحوم أبيه وأب جميع مريدي ومريدات الطريقة المشمول بعفو الله ورحمته القطب الرباني الحاج سيدي حمزة بن سيدي الحاج العباس،هم كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء،تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها
وقد وضع للذاكر بالطريقة غير المبتدئ سقفا في ورد الذكر اليومي المأذون لكلمة التوحيد لا إله إلا الله لا يقل عن خمسة عشر ألفا في اليوم وختم حزبين يوميا على الأقل من القرآن الكريم وقراءة أو ختم دلائل الخيرات ،بالإضافة إلى برامج أخرى دينية وتربوية وتثقيفية واجتماعية موزعة على اليوم والأسبوع والشهروالسنة بمختلف مقرات زواياها العامرة بالمغرب وفي كل بلدان وقارات العالم.وللإشارة أيضا،فإن هذه الطريقة المغربية العريقة المنتسبة إلى سلطان العارفين مولاي عبدالقادر الجيلاني دفين العراق قد توسم فيها الخير كل الخير،العارفون بالله سيدي بومدين وسيدي الحاج العباس وسيدي الحاج حمزة بالانتشاروالتمكين في كل بقاع الأرض بل رأوا ذلك رأي العين، وهو ما نشهده اليوم حقيقة لا حلما بعد أن غدت بفضل الله تعالى وقدرته ومنته بستان محبي الذكروجنة قاصدي مقام الإحسان من كل أطياف المجتمع ومن مختلف الشرائح الاجتماعية والاقتصادية والفكرية ومن كل فئات العمروالجنس.ويعترف كثيرمن مريدي الطريقة بالنعم الظاهرة والباطنة التي بدت عليهم بعد صحبتهم لشيخها العارف بالله وعموم الذاكرين بها ،ومنهم البروفسور الشهيرجراح التجميل والسمنة الحسن التازي وفيلسوف المنطق والفكرواللغة والأخلاق الأكاديمي المغربي العالمي الدكتور طه عبد الرحمان،والمغني الفرنسي السابق في فن الراب مالك وغيرهم كثيرمن أطباء في عدة تخصصات وصيادلة ومهندسين وأساتذة بالجامعة وكتاب وشعراء وعلماء فقه وشريعة وأرباب شركات وتجار ورجال أعمال وإعلاميين ورياضيين وفنانين ومديرين وطلبة ومستخدمين وأطر في ميدان المال والأعمال والإدارة من المغاربة والمشارقة ومن قارات إفريقية وأوروبية وآسيوية وأمريكية وأسترالية
ويسرني هنا أن أختم بجزء من موضوع قيم للدكتورمحمد الهاطي منشور بركن “الإشعاع التربوي” منذ أبريل 2014بالموقع  الإلكتروني الرسمي للطريقة القادرية البودشيشية تحت عنوان :”دينامية الفعل التربوي للطريقة القادرية البودشيشية في ظل التحولات الراهنة” يقول الدكتور الهاطي
تؤكد جل الأبحاث والدراسات السوسيولوجية التي أنجزت حول التدين بالمغرب على التحولات القيمية العميقة التي أصبح يشهدها المجتمع المغربي، والتي شملت بالأساس مصادر ومنابع إنتاج القيم التربوية، فبعد أن كانت الأسرة والمدرسة والكُتاب أو ما يسمى بمؤسسات التنشئة الاجتماعية هي المصادر والمرتكزات الأساسية للقيم التربوية بالنسبة للطفل أو الشاب المغربي، وبعد أن كان الأب في الأسرة والمعلم في المدرسة والفقيه في الكتاب هم الفاعلون في مجال الفعل التربوي والملقنون للقيم
أتت رياح التغيير فأصابت بُنَى المجتمع وأنماط الإنتاج وهياكل العلاقات الأسرية والاجتماعية والدولية، فانفتحت الحدود الواقعية والافتراضية، وأصبحت سوقالقيم تتسع وتمتد حدودها يوما بعد يوم وبشكل مستمر، مما زج بالشباب في أنواع متعددة من المعاناة؛ كالإحباط وخيبة الأمل ومظاهر الشذوذ في الحياة والسلوك
ومن أهم المفاهيم التي طفت في السطح في السياق العالمي المعاصر مفهوم “خطاب النهايات”، ومنه أطروحة نهاية التربية على غرار نهاية التاريخ؛ ومفهوم نهاية التربية أو موت التربية بمعناه النسبي يقصد به في هذا السياق: نهاية الفعل التربوي داخل المؤسسات التعليمية والثقافية تحت وطأة التربية العالمية التي يشترك فيها جميع البشر، والتي هي نتيجة طبيعة للانفتاح الكامل للحدود والحواجز الواقعية والافتراضيةز هذا السلوك المُتسيب الذي يهدف إلى تَسليع القيم التربوية، وإدخال التربية إلى السوق لتصبح سلعة تُقَدَم وفقا لمفاهيم الاقتصاد العالمي الحر في أفق الحصول على جيل «معولم» يشترك في مجموعة من القيم التي يحددها السوق، مما سيؤدي في نهاية المطاف إلى إنتاج قيم تربوية عالمية تُوصِل إلى “حرية متسيبة” و”تنافس مفترس” و”ربح متوحش” و”أنانية مفرطة” و”قوة مستبدة”
وقد لا نبالغ إذا قلنا أن المجال الافتراضي، وعالم النت بصفة خاصة  يُحدث من التغيرات الشيء الكثير، وخاصة في مجال القيم التربوية عند الشباب، ولعل السبب راجع ظفي اعتقاديظ إلى مجموعة من العوامل أذكر من بينها
سهولة الولوج إلى هذا العالم، من دون استعداد قبلي؛ يكفي أن يعرف الشاب كيف يفتح صفحة على الشبكة العنكبوتية حتى يجد نفسه في عوالم متعددة
 قوة وهيمنة الصور، والتدوال السريع للمعلومة
 انفلات الفرد “الشاب” من كل رقبة وسلط مجتمعية أو ثقافية
كل هذه العوامل تجعل من عالم النت فضاء مفتوحا على كل القيم والمشارب والتوجهات بدون حسيب أو رقيب، وهذا ما يؤشر في نظري على بروز قيم جديدة تدفع بالشاب إلى الاستغراق في أنانيته فيتولد لديه إحساس يمزج بين الوعي بنفسه كذات مستقلة في علاقته بجسده خارج نطاق الضغط الجماعي والهروب من دوائر الممنوع والمحرم والحواجز التي تحول بين الشاب والتعبير عما يعتمل في داخله من أحاسيس ومشاعر ونوازع
أمام هذه التحولات القيمية التي أدت إلى بروز جيل جديد من الشباب يشكل معظم قناعاته وقيمه ومسلكياته وتوجهاته من العالم الافتراضي “عالم النت”، يُطرح سؤال: هل الأدوات المعرفية والطرق البداغوجية والتربوية التي نسلكها في الوقت الراهن كافية لقراءة هذا الجيل الذي يتحرك بوسائله الخاصة ضمن ضوابط جديدة وظروف مستجدة أضحت فيها العلاقة بالعوالم الخارجية تمر عبر وسائل اتصال وتواصل تتدفق فيها المعلومة بسرعة البرق؟
هذا السؤال الذي يحيلنا مباشرة على الإشكال المركزي الذي يحاول هذا العرض مناقشته والمتمثل في دينامية الفعل التربوي للطريقة القادرية البودشيشية في ظل التحولات الراهنة
سأستعمل مفهوم “الفعل التربوي في الطريق” في معنيين: معنى أول سيحيلنا إلى كل أشكال الممارسات التربوية ذات المنحى العمودي؛ أي الفعل التربوي الصادر من الشيخ نحو المريدين، ومعنى ثاني سيحيلنا إلى بعض أشكال الممارسات التربوية في ارتباط المريدين فيما بينهم
لكن قبل الخوض في بسط الكلام عن دينامية الفعل التربوي للطريق، أرى لزاما بسط الكلام عن مستويات هذا الفعل، والتي قسمتها إلى مستويين
 المستوى الأفقي الشائع
أي مستوى الفعل التربوي الشائع بين المريدين، من سماته البارزة
فعل تربوي يميل إلى الطابع الوعظي التأصيلي
فعل تربوي تتخلله في بعض الأحيان نتف “حقائقية”
فعل تربوي يميل في بعض الأحيان إلى العفوية والتلقائية
فعل تربوي يحاول التماهي مع الفعل التربوي الحي النموذج
 المستوى العمودي النموذج
أي الفعل التربوي الصادر من الشيخ نحو المريد، ومن خصائصه
الخاصية التواصلية: هو فعل تربوي تواصلي ديناميا لا نهائيا نابع من قلب حي متصل بالله عز وجل، من آثاره تزود المُتخلق بأوسع نظرة للإنسان وبأرق ذوق للجمال؛ هذا التذوق الجمالي الذي يمد المتخلق بفعل دافق يرتفع معه حكم القبح، ولا يبقَى غير حكم الحسن الشهودي، فيصير لسان الحال يقول: «ما رأيتُ شيئا إلا ورأيتُ الله فيه»
الخاصية التكاملية: فهو فعل يجمع بين التخلق والتفقه والتجرد والتسبب وهنا يمكن أن نستحضر قولة لشيخنا سيدي حمزة يقول فيها: طريقتنا مبنية على الكتاب والسنة ﴿وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا﴾ وقوله أيضا: «أن الحكمة كلها في الأسباب سواء تعلق الأمر بالأرزاق المعنوية أو الحسية»
الخاصية التقريبية: فهو فعل تربوي تقريبي يتسم بالبساطة والحيوية ويراعي مستويات التلقي عند كافة الناس بعيد عن التجريد والتعقيد فهو فعل طبيعي لا تكلف فيه، وميسر لا تعقيد معه
 ومن بين أهدافه ومقاصده
العمل على ترسيخ الاعتقاد السليم الذي يجمع بين النظر والاشتغال بذكر لا إله إلا الله تحت إشراف الشيخ الطريق على أساس الذوق
التحقق بمبدأ الاقتداء الحي على أساس المحبة والصدق في طلب وجه الله حتى يستولي هذا الفعل على كافة أنفاس المريد وتمام حركاته وسكناته
إيقاظ همة المريد وتحفيز وجدانه إلى الامتثال لأوامر الشرع والإحجام الشعوري الفوري عن نواهيه مع المبادرة إلى فعل الخيرات والاجتهاد في العبادات
تحقيق التوازن النفسي والاجتماعي والمادي والمعنوي في شخصية المريد بعيدا عن التَجرد عن الأسباب والوسائل المؤدي إلى الرهبانية، والإغراق في التجريد المؤدي إلى آفة التعقيد، والحركية الجوفاء المؤدية إلى الصراع والتنازع
لكن قد يقول قائل بأن الممارسة التربوية في الطريق وخاصة بين المريدين قد تشوبها بعض الهفوات، أقول بأن هذه الهفوات التي تقع لسالك الطريق أمر طبيعي، لكن لا ينبغي أن تحجبنا هذه الممارسات عن المنهج التربوي الرباني المحمدي الذي يستمده شيخ الطريق من المنهج المحمدي، وهنا أستحضر قولة لشيخنا رضي الله عنه يقول فيها: «الطريقة كالمستشفى، والمستشفى لا يأتي إليه إلا المرضى وكيف لمريض أن ينقص من مريض مثله» وقوله كذلك: «أخوك إذا صدرت منه هفوة أو زلة لا قدر الله، يجب عليك أن لا تؤنبه فتكون عونا للشيطان عليه، بل استغفر الله له في سجودك ليغفر الله له ويرحمه، حينئد تكون قد أنقدت أخاك من الهلاك» وقوله كذلك: «من أراد الله به خيرا غيب عنه عورات المخلوقات وعيوبهم فلا يرى في الكون والمكونات إلا الجمال والخلق هم الباب وهم الحجاب»
عبدالفتاح المنطري
 كاتب صحافي


تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد