أطلس سكوب
استضافت كلية الآداب والعلوم الإنسانية ببني ملال، من 24 إلى 26 أبريل الجاري، ندوة دولية في موضوع “وسائل الإعلام، الخطاب والعلاقات الدولية”، سلط فيها ثلة من الأكاديميين والباحثين الضوء على الدور الذي تضطلع به هذه الوسائط في العلاقات بين الدول.
وطيلة أشغال الندوة التي نظمها مختبر اللغة العربية وتحليل الخطاب التابع لكلية الآداب والعلوم الإنسانية ببني ملال، بشراكة مع عدد من المنظمات الحكومية وغير الحكومية، والمديرية الجهوية لقطاع التواصل، تدارس باحثون ومحللون وأكاديميون من المغرب وخارجه الدور المركزي الذي تضطلع به وسائل الإعلام في العلاقات الدولية، والذي لايقتصر فقط على مجرد البحث عن المعلومات، بل تشكيل ديناميكية جيوسياسية عالمية.
وبحثت الورشات المنظمة بهذه المناسبة، والتي نشطها باحثون ومحللون من تركيا والولايات المتحدة والصين وأرمينيا، في كيفية مشاركة الروايات الإعلامية، بعيدا عن نقلها للوقائع، وبشكل فعال، في تشكيل العلاقات الجيوسياسية وكشف رهانات القوة على الصعيد الدولي.
وفي مداخلته، اعتبر الأستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ومنسق الندوة، مصطفى زنزون، أن التحول الرقمي السريع والتطور الهائل لوسائل الإعلام جعل من الصعب تفكيك رموز الخطابات الإعلامية دون اللجوء إلى الآليات العلمية الملائمة لتحقيق ذلك، مشيرا إلى أن تداول المعلومات الخارجة عن سياقها والبعيدة عن الواقع يخلق تحديا كبيرا لفهم وتحليل واقع الرهانات الجيوسياسية الحقيقية.
وقال إن اختيار هذا الموضوع للندوة الدولية ينبع من ضرورة تمكين الباحثين والمحللين من معالجة هذه المشكلة من خلال فك رموز الخطابات الإعلامية التي غالبا ما تفشل في عكس الواقع بأمانة، مسجلا أن بعض الخطابات قد تغير الحقائق، مما يتطلب مقاربة علمية صارمة للتعامل معها.
من جانبه، أبرز مدير قطب دراسات الدكتوراه بجامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال والخبير الجيوسياسي، محسن إيدالي، أهمية دراسة تيمات وسائل الإعلام والخطابات والعلاقات الدولية، مذكرا بأن تلك الوسائل تلعب دورا حاسما في الساحة والمشهد الدوليين، ليس فقط كفاعل مؤثر ينقل المعلومة ولكن أيضا في بناء الخطابات التي تشكل الديناميات العالمية.
ودعا الباحثين إلى التركيز بشكل أكبر على استكشاف الآليات التي تتدخل بها وسائل الإعلام في هيكلة العلاقات الدولية، مفيدا بأن من شأن هذه الندوة، اعتبارا لقيمة المداخلات فيها من قبل باحثين مغاربة وأجانب، أن تغني المناقشات من خلال تقديم وجهات نظر جديدة حول تأثير وسائل الإعلام في الجيوسياسة العالمية.
وقد أكدت الندوة الدولية حول وسائل الإعلام والخطاب والعلاقات الدولية، طيلة ثلاثة أيام، على أهمية تعزيز الدراسات والبحوث المعمقة في مجال تفكيك رموز الخطابات الإعلامية، ولاسيما تلك التي تتعارض مع الواقع.
ومع