أطلس سكوب
دخلت جمعية منبع للفنون التشكيلية ببني ملال على خط النقاش الدائر حول مشروع تغيير اللون الحضري للمدينة، بعد أن أعلنت عن موقفها الرافض لاعتماد اللون المعروف بـ”باج بني ملال” كخيار رسمي، مطالبة بإشراك الفعاليات الثقافية والفنية المتخصصة في بلورة هذا المشروع الذي يهم الهوية البصرية للمدينة.
وأكدت الجمعية، في ملتمس موجه إلى المصالح والمؤسسات المعنية، أن “لون الباج” ليس هو اللون الأصلي الذي عُرفت به بني ملال عبر تاريخها، بل هو لون محدث وحديث العهد، مضيفة أن اللون التراثي الحقيقي للمدينة هو اللون الأبيض الصافي، الذي يمثل جزءا من ذاكرتها الجماعية ورمزها البصري الأصيل.
واعتبرت الجمعية أن تحديد اللون المعتمد يتطلب معايير دقيقة ومقاييس مضبوطة لدرجاته، مشيرة إلى صعوبة تحضير لون “الباج” بشكل تقني دقيق بالطريقة التقليدية، مما قد يؤدي إلى فوضى لونية تضر بجمالية المشهد الحضري.
وفي مقترح بديل، أوصت الجمعية باعتماد اللون الفيروزي (Turquoise) كلون مكمل لطلاء الشرفات والأبواب والنوافذ، لما يحمله من رمزية طبيعية تعكس هوية المدينة، إذ يمزج بين لون الخضرة (الأخضر) والماء (الأزرق)، وهما عنصران يمثلان سمة بني ملال المعروفة بـ”الماء والخضرة”.
وطالبت الجمعية بوضع تصاميم أولية محوسبة تبرز كيف ستبدو الفضاءات الحضرية بعد الصباغة، إلى جانب اعتماد رقم تسلسلي خاص بالألوان المختارة، تحت مسمى “ألوان بني ملال”، لتفادي العشوائية وضمان تناغم المشهد البصري للمدينة.
وختمت جمعية منبع للفنون التشكيلية ملتمسها بالتأكيد على أن هذا الموقف نابع من “حب صادق لبني ملال”، وسعي حثيث لرؤية المدينة تكتسي حلة تليق بتاريخها العريق وطابعها الطبيعي والحضاري.
يُشار إلى أن مشروع تغيير اللون الحضري لبني ملال أثار في الآونة الأخيرة نقاشا واسعا بين الفاعلين المحليين والمجتمع المدني، وسط مطالب متزايدة بإشراك أوسع للخبرات الفنية والمهندسين المعماريين في اتخاذ القرار، حفاظا على خصوصية المدينة وهويتها البصرية.