منذ سنوات وساكنة مركز فم الجمعة تتعايش مع مشاهد مؤلمة أمام حمام النساء حيث ترقد سيدة مسنة على الأرض فوق بقايا الكرتون في وضعية مهينة ومجردة من أبسط شروط الكرامة الإنسانية وتحول إلى صورة يومية تفضح غياب أي حلول جذرية أو تدخلات مسؤولة من قبل السلطة المحلية والمؤسسات المعنية بالشأن الاجتماعي ويكشف عن قصور واضح في التعاطي مع قضايا الهشاشة الاجتماعية ويضع علامات استفهام حول نجاعة السياسات العمومية الموجهة للفئات الضعيفة فكرامة الإنسان حق أصيل يكفله الدستور والمواثيق الدولية وليس من المقبول أن تبقى امرأة عرضة للإهمال والتهميش بهذا الشكل وعلى
السلطات المحلية بمركز فم الجمعة مطالبة بتحمل مسؤوليتها الكاملة ليس فقط من خلال التدخل الظرفي بل عبر وضع خطة عمل اجتماعية متكاملة تضمن إيواء هذه الفئات وتوفير الرعاية الصحية والنفسية لهن وفي المقابل على الجمعيات خاصة الحقوقية منها مطالبة بتكثيف جهودها لتسليط الضوء على هذه المآسي، وممارسة دورها في الترافع والضغط قصد إحداث مراكز استقبال او تنقيل هذه الحالات إلى مراكز إيواء تحفظ للإنسان كرامته واستمرار هذه المأساة منذ سنوات أمام حمام النساء هو وصمة عار على جبين الجميع: دولة مجتمع مدني وساكنة محلية وهو في الآن ذاته جرس إنذار عاجل يدعو إلى تحرك فوري وجماعي لإنقاذ ما تبقى من إنسانية تهان يوميا في شوارعنا.
احمد واوغيغيط