أطلس سكوب – عمر طويل
قالت الأستاذة بهيجة سيمو مديرة مديرية الوثائق الملكية بالرباط، أنها استطاعت أن تتبوأ مكانة متميزة على الصعيدين الوطني والدولي، وأن تنتزع مكانا متميزا بين أبناء الحواضر.
وكشفت الأستاذة سيمو، أن تكريمها على هامش مهرجان إثران الوطني للمسرح وفنون الشارع بايت عتاب في دورته الثانية، هو استجابة للإرادة الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك الذي وضع المشروع الاجتماعي في صلب تفكيره والذي رفع من مكانة المرأة وجعلها تحتل مناصب الصدارة في عهده.
وقالت الأستاذة سيمو أن هذا التكريم جاء بعد تكريمها في مهرجانات عديدة وملتقيات متنوعة، غير أن تكريم ايت عتاب له طبع خاص في نفسها، لأنه تكريم بين أهلها وعشيرتها.
وأكدت الأستاذة بهيجة سيمو، أن هذا التكريم هو فرصة للاعتراف بقروية هاجرت منذ صباها وعملت وعادت إلى بلدتها وموطنها الأصلي. مؤكدة أن هذا التكريم يعد مؤشرا على تقدم حضاري ملموس أصبحت تعيشه بلدة أيت عتاب.
وأضافت سيمو، أن هذه البادرة تكرس لثقافة الاعتراف، من أجل تمرير خطابات لأجيال أخرى لتحفيزهم للذهاب قدما على مسارات المحتفى بهم ومسالكهم.
وأبرزت الأستاذة سيمو أن هذا التكريم جاء في إطار سياسة الاعتراف، والاحتفاء بها من قبل ساكنة ايت عتاب هو احتفاء بقروية رحلت من أغوار الأطلس المتوسط لتنتزع مكانا ضمن أبناء الحواضر بفاس ثم الرباط، قبل أن تعبر البحر المتوسط وتتربع تحت قبة السوربون بباريس التي كان من الصعب ولوجها آنذاك حتى على أبناء الحواضر.
واستحضرت مديرة مديرية الوثائق الملكية بالرباط الأستاذة سميو، مسيرتها العلمية ورحلتها الغنية بالتحديات والصعاب، مشيرة أنها رحلت من مجتمع قروي بسيط من أيت عتاب إلى باريس الغنية بتمظهراتها الحضارية والمغرية.
واستحضرت الأستاذة كذلك ذكريات الطفولة وكيف كان أبناء المنطقة يتحصلون الشواهد الابتدائية وبعدها يرحلون إلى مدن أخرى لإتمام دراستهم وذلك بسبب غياب ثانويات لمتابعة دراستهم، حيث كان جيلها يتحولون بين المدن لمتابعة دراستهم وهو ما أذكى في نفوسهم روح المسؤولية مبكرا.
وقالت الأستاذة بهيجة سيمو، أن ثلاث نساء بصمن حياتها وكان لهن وقع كبير في مسارها، وهن والدتها التي عرفت كيف تستبدل اللعبة “الدمية” بالكتاب وعرفت كيف تحثها دائما على القراءة، وأختها وابتنها وفق تعبير الأستاذة المحتفى بها.
وأكدت الأستاذة خلال كلمتها أن هذه الوقفة للاحتفاء بها ببلدة آيت عتاب، تدعو إلى مقاربة الماضي بالحاضر ومقارنة واقع هذه البلدة كيف كانت وكيف أضحت من تقدم حضاري في ظل سياسة صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله، مشيرة أن قمم الجبال أصبحت تستنير بالثقافة والعلوم والمعرفة وتنتشر على فضاءاتها المدارس والثانويات.
واستغلت الأستاذة سيمو، الفرصة للتنويه بمجهودات عامل إقليم أزيلال السيد محمد عطفاوي لما بذله ويبذله لحفظ تراث هذا الإقليم والتعريف به والقيام بالمنجزات التنموية وتسهيل الاستثمار لتنمية الإقليم والنهوض به.
وعبرت الأستاذة سيمو، خلال كلمتها عن شكرها لجميع أعضاء مجلس جهة بني ملال خنيفرة وعلى رأسهم السيد عادل بركات رئيس المجلس لساهمته في تدعيم المشاريع الثقافية بسخاء وإدراكه أن المشاريع الثقافية رافعة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والتنموية.
وفي ختام كلمتها دعت الأستاذة بهيجة سيمو أبناء منطقة آيت عتاب وشبابها للتشبث بالقيم المثلى واحترام المقدسات الوطنية وحب الوطن والافتخار بالانتماء إليه، مؤكدة عزمها واستعدادها للنهوض بالمنطقة والمساهمة في تنميتها.