أيت بوكماز – إقليم أزيلال
كشفت التساقطات الرعدية القوية التي شهدتها منطقة أيت بوكماز، مساء الأحد 3 غشت الجاري، عن هشاشة البنية المائية وضعف البنيات التحتية الوقائية بالمنطقة، بعد أن تسببت السيول الجارفة في خسائر مادية جسيمة بالأراضي الزراعية، خاصة في دواري “آيت أوهام” و”زاوية والمزي”.
الفيضانات التي ضربت المنطقة خلال ساعات معدودة، جرفت معها جزءًا من المحاصيل الزراعية، وعمقت من معاناة الفلاحين المحليين الذين يعيشون على وقع التهديد المتواصل لمورد رزقهم الوحيد، بسبب غياب سدود تلية قادرة على امتصاص الصدمات المناخية وحماية الساكنة من الأضرار المتكررة.
وعبّر عدد من الفلاحين عن استيائهم من تكرار هذه الكوارث الطبيعية، في كل فصل ممطر، دون تسجيل أي تفاعل ملموس مع مطلبهم المتجدد بضرورة إحداث سد تلي ملائم للطبيعة الجغرافية والهيدرولوجية للمنطقة.
ويرى المتضررون أن بناء مثل هذا المشروع لا يُعد مطلبًا تنمويًا فحسب، بل ضرورة ملحة لضمان الأمن المائي، والاستقرار الاجتماعي والاقتصادي لساكنة تعتمد أساسًا على الفلاحة التقليدية المهددة بالاندثار.
تجدر الإشارة إلى أن مطلب السد التلي كان قد تصدر الشعارات المرفوعة خلال “مسيرة الكرامة” التي نظمتها ساكنة أيت بوكماز في وقت سابق، احتجاجًا على التهميش وغياب البنيات الوقائية الأساسية.
وأكد المحتجون حينها أن غياب تدخل عاجل واستراتيجي من طرف الجهات المعنية لا يمكن إلا أن يؤدي إلى مزيد من الأضرار، خاصة في ظل توالي الظواهر المناخية القصوى.
وفي ظل هذه الوضعية، جدد الفلاحون دعوتهم للسلطات الإقليمية والمصالح الوزارية الوصية إلى الإسراع في إطلاق دراسات تقنية وهيدرولوجية دقيقة، بهدف إنشاء سدود تلية تستجيب لحاجيات المنطقة وتواكب تحولات المناخ المتسارعة، وتضع حدًا لمعاناة الساكنة التي أصبحت تواجه كل شتاء بقلق وخوف دائمين.
