أطلس سكوب
أطلس سكوب موقع اخباري مغربي
afterheader desktop

afterheader desktop

after Header Mobile

after Header Mobile

“العدالة الدولية: قاضٍ نائم.. حين يكون الجلاد صديقًا!”

العدالة الدولية.. كلمة من ورق تُتلى في المحافل، تزين بها الدول خطاباتها، وتزخرف بها الأمم المتحدة قراراتها، ثم تُحفظ في أرشيف النسيان. عقود مضت منذ وُلدت هذه المنظمة العظمى، وأعلنت وثيقة حقوق الإنسان، ووقعت المعاهدات الدولية، لكن الواقع لا يحتاج إلى محكمة دولية لإثبات الحقيقة: هناك شعوب تُباد، هناك أراضٍ تُنهب، هناك دماء تسيل، وكل ذلك يُرتكب أمام أعين العالم الذي يرفع شعارات الحق، ثم ينحني أمام المصالح.

في قلب هذا المشهد، فلسطين تئن، وأهلها يُقتلون كل يوم، بدم بارد، تحت سماء صامتة، وبحضور أممي غير مبالٍ. تُهدم البيوت، تُجرف الأراضي، تُحرق المزارع، يُعتقل الأطفال، ويُقصف المدنيون، ثم تُقرأ علينا بيانات “القلق العميق”، وتُعقد الجلسات العقيمة، ويُعاد تشغيل آلة المماطلة الدبلوماسية، بينما الجلاد يواصل ذبح الضحية.

العدالة الدولية التي يُفترض أنها ولدت بعد مآسي الحروب لتمنع تكرارها، أضحت سلاحًا يُستخدم بانتقائية.. محكمة الجنايات الدولية تتحرك حين يكون الجاني ضعيفًا، وتتلعثم حين يكون الجلاد مدعومًا من القوى الكبرى. مجلس الأمن يلوح بقرارات ملزمة في بقاع الأرض، لكنه أمام فلسطين يختبئ خلف فيتو ظالم يُسقط العدالة قبل أن تُولد.

إن العالم الذي احتفل بوثيقة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، يثبت اليوم أنه عالم الكيل بمكيالين، وأن تلك الوثائق لم تكن سوى وعود كاذبة. فمنذ النكبة إلى اليوم، ما زالت فلسطين تدفع ثمن ازدواجية هذا النظام العالمي، وما زال الدم الفلسطيني يُراق، والأرض تُسرق، والعالم يكتفي بمشاهدة فيلم طويل من الجرائم بلا محاكمة.

لكن التاريخ لا ينسى.. وشعوب الأرض بدأت تدرك أن ميزان العدالة في هذا العالم مائل، وأن فلسطين ليست مجرد قضية، بل مرآة تعكس زيف النظام الدولي، وشهادة دامغة على أن العدالة التي لا تحمي المظلوم، ليست سوى كذبة كُتبت بالحبر الجاف، ليُمحى أثرها حين تحترق القرى، ويُقتل الأطفال، وتُصادر الأرض، أمام عدسات الإعلام ومنصات الخطابات الفارغة.

فيا أيها العالم المتحضر.. لا تحدّثنا عن حقوق الإنسان، إن لم تكن فلسطين ضمن حساباتك، ولا تتشدّق بالعدالة، إن كنت تتجاهل أكبر قضية ظلم في العصر الحديث.. لأن التاريخ يسجل، والشعوب لن تنسى، ومن كانت العدالة عمياء في عصره، لن يجد من يبكي عليه!

ذ لحسن أكرام


تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد