في خطوة تصعيدية تعكس عمق التذمر في صفوف مربيات ومربي التعليم الأولي، أصدر المكتب الإقليمي للنقابة الوطنية لمربيات ومربيي التعليم الأولي، المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، بيانًا شديد اللهجة يندد من خلاله بظروف التكوين الأساسي الذي تنظمه المؤسسة المغربية للتعليم الأولي لفائدة مجموعة من الأطر التربوية بالإقليم.
وانتقد البيان، الصادر يوم 3 غشت الجاري، تنظيم التكوين في ظروف غير ملائمة، حيث يتم إجراؤه خلال فصل الصيف، وفي قاعات تفتقر لأدنى شروط التهوية والتكييف، وهو ما اعتبرته النقابة خرقًا لحق العطلة السنوية المستحقة، وضربًا لكرامة الأستاذ(ة) وفعالية التكوين على حد سواء.
كما نبه المكتب النقابي إلى حرمان المستفيدين من أبسط شروط الإيواء والتغذية، حيث يتم تعويض ذلك بمنحة لا تتجاوز 40 درهمًا يوميًا، ولتر ونصف من الماء، وهي معطيات وصفتها النقابة بـ”الهزيلة والمهينة” في سياق مناخي صعب ودرجات حرارة مفرطة، ما يزيد من المعاناة النفسية والجسدية للمشاركين.
واستغربت النقابة ما وصفته بـ”التكديس غير التربوي” لما يقارب 400 ساعة من التكوين في فترة وجيزة، معتبرة أن هذا النهج لا يخدم لا جودة التكوين، ولا هدف تأهيل الأطر العاملة في هذا القطاع الحساس، الذي يعتبر القاعدة الأساسية لأي إصلاح تربوي حقيقي مبني على الجودة وتكافؤ الفرص والإنصاف.
ولم يفُت المكتب الإقليمي أن يسلط الضوء على مشكل تأخر صرف الأجور والتعويضات، معتبرًا أن هذا السلوك المتكرر يفاقم هشاشة وضعية هذه الفئة، ويكرس إحساسها بالتهميش واللامبالاة.
وفي ضوء هذه الأوضاع، طالبت النقابة بـ:
احترام الحق في العطلة السنوية والتكوين الجيد؛
تعميم التكوينات والتعويضات على كافة الأساتذة بدون تمييز؛
توفير الإيواء، التغذية، تعويضات التنقل، وتحديد توقيت ملائم للتكوين؛
الوفاء بمضامين الرؤية الاستراتيجية للإصلاح، لا سيما ما يتعلق بإحداث شعب لتكوين الأطر بالمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين؛
إدماج أساتذة التعليم الأولي في النظام الأساسي لموظفي قطاع التعليم، كشرط أساسي لإنجاح ورش التعميم والجودة.
وختم البيان بتأكيد النقابة أن الاستمرار في تجاهل هذه المطالب لن يخدم لا المدرسة المغربية، ولا الطفولة التي تعتبر النواة الأولى لأي تنمية مجتمعية حقيقية.