ن
نبيل اليحياوي
في مشهد يعكس حجم التهميش الذي تعانيه المناطق القروية، خرجت صباح أمس الإثنين ساكنة عدد من دواوير جماعة بني عياط، في وقفة احتجاجية سلمية أمام مدرسة العوينة المركزية، للتعبير عن قلقها المتزايد إزاء الأوضاع الاجتماعية والتنموية المتدهورة بالمنطقة، وسط دعوات إلى تدخل فوري من السلطات الإقليمية والجهوية.
الاحتجاج، الذي شاركت فيه العشرات من الأسر، ركّز على الوضعية الكارثية للمؤسسة التعليمية المركزية، التي تضررت بشكل بالغ خلال فيضانات وادي بني منصور في أبريل المنصرم، ما يجعلها مهددة بعدم استقبال التلاميذ مع انطلاق الموسم الدراسي المقبل.
وإلى جانب الملف التعليمي، حمل المحتجون مطالب ملحة تتعلق بالبنية التحتية، حيث شددوا على ضرورة بناء سد تلي على وادي بني منصور، للحد من الأضرار المتكررة التي تخلفها السيول كل موسم، سواء على مستوى الطرق أو الأراضي الفلاحية أو المرافق العامة.
كما ندد السكان بـأزمة العطش التي تخنق الحياة اليومية، في ظل غياب ربط منتظم بشبكة الماء الصالح للشرب، مؤكدين أن الوضع لم يعد يحتمل التأجيل أو الحلول الترقيعية.
وفي السياق ذاته، عبّر سكان دوار بورزاض عن استيائهم من غياب الإنصاف في التوزيع المجالي لمشاريع التنمية، مشيرين إلى أن الدوار لا يزال يُعاني من غياب التبليط، وانعدام الكهرباء لدى عدد من الأسر، وافتقار الأزقة للإنارة العمومية، إلى جانب غياب شبكة الصرف الصحي.
أما الطريق الرابطة بين دواوير بورزاض، بين الويدان، تكانت، أيت بغلي، مزيكاز، فلا تزال مقطوعة منذ أزيد من أربعة أشهر، مما يحول دون تنقل المواطنين نحو الأسواق والمرافق والخدمات الأساسية، ويزيد من حدة العزلة التي تحاصر الساكنة.
وبنبرة يملؤها الإحباط، اعتبر المتظاهرون أن ما تعيشه دواوير بني عياط هو نتيجة مباشرة لتراكم سنوات من الإهمال، وضعف الالتقائية بين البرامج التنموية، وغياب العدالة المجالية.
وفي ختام الوقفة، وجّه المحتجون نداء مفتوحًا إلى عامل إقليم أزيلال والجهات المعنية، مطالبين بتدخل حازم وعاجل لرفع الحيف، وتمكينهم من حقوقهم الأساسية في التعليم، الماء، الطرق، الكهرباء، والصحة، ومؤكدين استعدادهم للاستمرار في أشكالهم الاحتجاجية السلمية، إلى حين التجاوب الفعلي مع هذه المطالب المشروعة.