أطلس سكوب – زاوية أحنصال
خرج العشرات من التلاميذ مرفوقين بأولياء أمورهم، بدواوير آيت عبدي جماعة زاوية أحنصال إقليم أزيلال، في مسيرة احتجاجية مشيا على الأقدام اليوم الخميس 5 أكتوبر 2023، في اتجاه عمالة الإقليم للمطالبة بتوفير المنح الدراسية وتوفير ظروف الإيواء والإطعام لتلاميذ المستوى الأولى إعدادي لمحاربة الهدر المدرسي.
وكشفت مصادر من المحتجين، أن الساكنة أقدمت على هذه الخطوة بعد نفاذ صبرها نظرا لعدم الاستجابة لمطالبها محليا، وهم في الشهر الثاني من انطلاقة الموسم الدراسي، الذي لم يعرف بعد انطلاقة فعلية خاصة في صفوف هؤلاء التلاميذ الذين يسكنون بعيدا عن مركز الجماعة.
وأوضح المتظاهرون في تصريحات متطابقة لموقع “أطلس سكوب”، أن هؤلاء التلاميذ المنحدرون من دواوير مختلفة بايت عبدي بزاوية أحنصال، باتوا عرضة للهدر المدرسي، بسبب حرمانهم من المنح الدراسية، حيث يتطلب تمدرسهم الإيواء بالقرب من المؤسسات التعليمية بمركز الجماعة.
وكشف مواطن وأب لتلميذ في اتصال بموقع “أطلس سكوب”، أن أبناء المنطقة لم يلجوا بعد الحجرات الدراسية بسبب حرمانهم من المنح الدراسية وفق تعبيره، وعدم قدرة الآباء والأسر أداء الواجب السنوي للاستفادة من خدمات الايواء بدور الطالب.
وقال “محمد موعلي”، أحد المواطنين المشاركين في المسيرة أن المشكل دفع بالآباء إلى تنظيم مسيرة مشيا على الأقدام، نحو عمالة أزيلال حيث تم عقد لقاء اليوم، بحضور السيد العامل ومدير الديوان والكاتب العام، وتم تقديم حل يقضي بأداء الآباء الواجب السنوي للاستفادة من خدمات الإيواء والإطعام لتوفير أسرة لأبنائهم بدور الطالب، غير أن هذا الحل يفوق طاقة الاباء وفق تعبير موعلي.
وأضاف موعلي، أن 34 تلميذا كانوا يستفيدون من منحة المدرسة الجماعاتية، ليتم حرمانهم من خدمات الايواء بالقسم الداخلي، بعد الانتقال من المستوى السادس ابتدائي وولوجهم ثانوية زاوية أحنصال الاعدادية.
وقال مواطن آخر، أن المتضررين، خرجوا في مسيرة احتجاجية منذ يوم الأحد الماضي والدخول في اعتصام بمركز زاوية أحنصال لثلاثة أيام من الإثنين إلى الأربعاء، حيث قررت بعدها الساكنة الخروج في مسيرة الأقدام صوب أزيلال مرورا عبر آيت امحمد.
وكشف المتحدث نفسه، أن الدواوير المتضررة هي (تناتمين، زركان، وتفراوت)، وأغلب التلاميذ المنحدرين من هذه المناطق استفادوا من خدمات الايواء والإطعام بالمدرسة الجماعاتية خلال المرحلة الابتدائية.
وأوضح مواطن آخر، أن أبناءهم يبيتون في العراء ويفترشون الأرض، بسبب حرمانهم من المنح الدراسية، وعدم استطاعة أوليائهم أداء الواجب السنوي للاستفادة من خدمات دور الطالب.
واستغرب المتحدث من حرمان أبنائهم الذين يقطنون بدواوير بعيدة عن مركز الجماعة حيث تتواجد الإعدادية والثانوية بحوالي 50 و 60 كلم. وكشف ذات المتحدث، أن الآباء الذين يتابع أبناؤهم الدراسة بالابتدائي ( حوالي 168 تلميذا) قرروا عدم الذهاب إلى المدرسة الجماعاتية، لأن مصيرهم سيكون حتما المبيت في العراء بعد الانتقال إلى المرحلة الإعدادية في ظل غياب وحرمان أبناء هذه المناطق من المنح الدراسية وخدمات الايواء والإطعام بالقسم الداخلي.
وأمام هذا المشكل، فإن أغلب التلاميذ المنحدرين من المناطق السالف الذكر بدواوير آيت عبدي لم يلجوا بعد الحجرات الدراسية، مما ساهم في تسجيل نسب كبيرة من تغيبات التلاميذ بمختلف المستويات، وأن الهدر المدرسي بات يلوح في الأفق ويهدد العشرات من التلاميذ.
من جهتها أعلنت إدارة ثانوية زاوية أحنصال الإعدادية لكافة أمهات وآباء وأولياء التلاميذ وجمعيات المجتمع المدني بزاوية أحنصال أنه تم تسجيل نسب كبيرة من تغيبات التلاميذ بمختلف المستويات، داعية الجميع لحث التلاميذ على الالتحاق بالدراسة وبشكل مستعجل، وتحمل كامل المسؤولية لأمهات وأباء وأولياء التلاميذ لعدم إرسال أبنائهم للدراسة مما سيترتب عن تغيبهم من تأخر في الدروس وتأثير على نقط المواظبة.
وفي سياق متصل، كشفت مصادر من المحتجين، أن المتضررين قرروا خوض مسيرة الأقدام في هذه الأثناء صوب ولاية جهة بني ملال خنيفرة.
وكشف رئيس جماعة زاوية احنصال أنه أثناء بناء إعدادية زاوية أحنصال لم تكن تتوفر على قسم داخلي، وتم التدخل حينها لاستفادة التلاميذ من خدمات الايواء والإطعام بالمدرسة الجماعاتية المتواجدة بمركز الجماعة، مشيرا أنه في السنة الأولى من حل مشكل الايواء والإطعام بحكم العدد القليل من التلاميذ الوافدين من دواوير بعيدة عن المركز.
وأضاف سرحان، أنه في السنة الماضية تم اعتماد نواة للثانوية التأهيلية بزاوية أحنصال، مما يعني أن التلاميذ المنتقلون للثانوي التأهيلي بإمكانهم متابعة دراستهم بزاوية أحنصال دون تكبد عناء الانتقال إلى مركز جماعة آيت امحمد كما كان معمولا به منذ سنوات.
وأوضح سرحان، أن الجماعة دخلت في شراكة مع دار الطالب حيث يخصص المجلس الجماعي، منحة سنوية لفائدة الجمعية المكلفة بتسييرها لتغطية مصاريف الكراء وأداء أجور الأطر العاملة بها.
وقال سرحان، أن المجلس الجماعي، أبرم شراكة في السنة الماضية مع جمعية الآباء وأولياء التلاميذ بحكم العدد الكبير للتلاميذ الوافدين على المؤسسات التعليمية بالجماعة، وقامت بتوفير دور للكراء لتوفير خدمات الايواء لفائدة هؤلاء التلاميذ الذين لم يلجوا دور الطالب.
وأضاف رئيس المجلس الجماعي بزاوية احنصال، أن الجماعة راسلت الجهات المسؤولة، حيث تم تشكيل لجنة مشتركة وحل مشكل الايواء بالنسبة لعدد من التلاميذ، ومن الحلول المؤقتة في هذا الصدد استغلال قاعة للمراجعة وتفريشها، وتم التنسيق مع مدير المؤسسة لفتح قاعات أخرى للمراجعة.
هذا وقد قام وفد من عمالة الإقليم بزيارة للمنطقة، حيث سيتم إيواء الجميع، إيواء 40 تلميذ بدار الطالب، 40 في القسم الداخلي، 40 تلميذ ستكلف جمعية الآباء باكتراء مقر لإيوائهم، وذلك في إطار تنسيق وشراكة بين مجموعة من الشركاء (المجلس الجماعي والمديرية الإقليمية، المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التعاون الوطني، مجلس الجهة المجلس الإقليمي).