ماستر العلوم الشرعية والبناء الحضاري بجامعة محمد الخامس في زيارة للزاوية البصيرية توجت بتوقيع اتفاقية شراكة
محمد كسوة
نظم طلبة ماستر العلوم الشرعية والبناء الحضاري بكلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة محمد الخامس بالرباط الفوج التاسع والعاشر تحت إشراف المنسق البيداغوجي العلامة الدكتور عبد الرزاق الجاي والدكتور سعيد هلاوي، رحلة علمية إلى الزاوية البصيرية ومؤسسة محمد بصير للأبحاث والدراسات والإعلام ببني عياط إقليم أزيلال، وذلك يوم الأحد الماضي 28 يناير 2024 م
وتغيت هذه الزيارة العلمية أساسا إلى ترسيخ الهوية وتعزيز الشعور بالانتماء لدى طلبة الماستر والأجيال المتعاقبة من خلال معرفة تاريخ المغرب، وكذا تنويع الأساليب البيداغوجية للتكوين بالماستر.
وتميزت هذه الزيارة بالمداخلات التي ألقاها كل من الشيخ مولاي إسماعيل بصير، شيخ الطريقة البصيرية ورئيس مؤسسة محمد بصير للأبحاث والدراسات والإعلام، والدكتور عبد المغيث بصير، والدكتور عبد الهادي بصير، أعضاء المجلس الأكاديمي للمؤسسة والدكتور عبد الرزاق الجاي والدكتور سعيد هلاوي، والتي تمحورت حول تاريخ الزاوية البصيرية وأدوارها الطلائعية قديما وحديثا خدمة للمصلحة العليا للوطن وخدمة للمواطنين تعليما وتربية وإدماجا، وكذا مفهوم التصوف وغاياته وأهميته في إصلاح الفرد المجتمع..
وفي تصريح له بهذه المناسبة، نوه الدكتور عبد الرزاق الجاي بهذه الزيارة المهمة لهذه الزاوية العتيدة، مبرزا أنها تأتي في إطار انفتاح ماستر العلوم الشرعية والبناء الحضاري بكلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة محمد الخامس بالرباط على الفعاليات الثقافية والدينية ببلدنا الحبيب.
وأضاف الدكتور الجاي أن هذه الزيارة العلمية توجت بتوقيع اتفاقية شراكة علمية بين ماستر العلوم الشرعية والبناء الحضاري ومؤسسة محمد بصير للأبحاث والدراسات والإعلام، والتي ترمي إلى ربط هؤلاء الطلاب بهويتهم وثقافتهم وأصالتهم المغربية، وبما كان عليه أجدادهم الذين جمعوا بين العلم والتصوف والسلوك والأخلاق.
وأكد المنسق البيداغوجي للماستر أنه تم الاتفاق على تنظيم تربصات علمية سلوكية وأخلاقية للطلبة بالزاوية البصيرية وبمدرسة الشيخ سيدي إبراهيم البصير الخاصة للتعليم العتيق لمزيد من طلب العلم وحفظ المتون الشرعية، حتى يتقوى هؤلاء الطلبة ويتمكنوا من تشرب الثقافة المغربية الأصيلة المبنية على الثوابت الوطنية.
وتقدم الدكتور عبد الرزاق الجاي بخالص شكره وامتنانه للقائمين على الزاوية البصيرية التي تؤكد على وطنيتها ودفاعها المستميت على التوابث الوطنية والدينية في ظل إمارة المؤمنين لجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.
ومن جهته أكد الدكتور عبد المغيث بصير، عضو المجلس الأكاديمي لمؤسسة محمد بصير للأبحاث والدراسات والإعلام في تصريح خص به الجريدة، أن هذا اللقاء العلمي واليوم الدراسي الذي حضره طلبة الماستر والدكتوراه كان ناجحا ومثمرا بامتياز، حيث تم خلاله التطرق إلى تاريخ الزاوية البصيرية التي تعود جذورها إلى الصحراء المغربية منذ أكثر من 290 سنة، ومختلف الأماكن التي أنشأت فيها الزاوية البصيرية زواياها في مختلف ربوع الممكلة، وأيضا على مختلف الخدمات التي تقدمها الزاوية لفائدة المجتمع والوطن.
وأشار الدكتور عبد المغيث بصير إلى أن هذا اللقاء العلمي المبارك ختم بتوقيع اتفاقية شراكة بين ماستر العلوم الشرعية والبناء الحضاري ومؤسسة محمد بصير للأبحاث والدراسات والإعلام، بهدف التعاون على تنظيم ندوات وطنية ودولية حول مختلف المواضيع المتعلقة بالتصوف وأدوار الزوايا في المغرب، وطبع بعض المؤلفات، ولكي يستفيد خريجو مدرسة الشيخ سيدي إبراهيم البصير الخاصة للتعليم العتيق من الانتماء للجامعة وفيما بعد لهذا الماستر والدكتوراه، ولتستقبل الزاوية البصيرية ومؤسسة محمد بصير طلبة الماستر والدكتوراه وتساعدهم في مختلف البحوث الميدانية المتعلقة بالتصوف وما يتصل به.
وفي ذات السياق أوضح الدكتور محمد نحو مسير هذا اللقاء، أن هذه الزيارة كانت فرصة لمجموعة من طلبة ماستر العلوم الشرعية والبناء الحضاري المغاربة أو الأجانب ( اليمن، ماليزيا و اندونيسيا) من التعرف على عن قرب على هذا الموروث الديني والثقافي الذي يميز المغرب عن غيره من البلدان العربية والإسلامية، متمنيا لهذه اللقاءات والزيارات الإستمرارية من أجل تنمية الحس الوطني وترسيخ الهوية المغربية الأصيلة في نفوس طلبة العلم والباحثين.