أطلس سكوب
أطلس سكوب موقع اخباري مغربي
afterheader desktop

afterheader desktop

after Header Mobile

after Header Mobile

إيدودير… دوار يصنع تنميته بـ”النية والمعول”

نبيل اليحياوي

في زمن أصبحت فيه بعض المجالس المنتخبة مشغولة بتنظيم المهرجانات واستعراض الشعارات، قررت ساكنة دوار آيت براييم نعمان – إيدودير” بتزنيت أن تتحدث بلغة الفعل، لا الوعود.

فبعد سنوات من الانتظار المرير، ومحاولات متعددة لمراسلة الجهات المسؤولة من أجل تعبيد الطريق المؤدية إلى الدوار، اختارت الساكنة أن تتجاوز مرحلة الترقب، وتنتقل إلى مرحلة المبادرة الذاتية، مدفوعة برغبة عارمة في فك العزلة القاسية عن منطقتها الجبلية.

بوسائل بسيطة، وبمعدات تقليدية، وبكثير من التضامن والإصرار، انطلقت أشغال الشطر الأول من تعبيد الطريق، وسط أجواء من الحماس الجماعي والعمل التشاركي، الذي جسد أبهى صور المواطنة الحقيقية. المعاول والفؤوس التي اعتاد الأهالي استخدامها في فلاحة الأرض، تحولت اليوم إلى أدوات لفلاحة المستقبل، ورسم مسلك يُخرج الدوار من عزلته.

ولم تكن هذه المبادرة لتنجح لولا دعم بعض المحسنين من أبناء المنطقة، الذين لم يترددوا في تقديم ما أمكن من مساعدات مالية أو لوجستيكية، مؤمنين بأن طريق الدوار ليست مجرد طريق ترابية، بل رمزٌ للكرامة والحق في التنمية والربط بالعالم.

ما قامت به ساكنة إيدودير هو رسالة قوية موجهة إلى صناع القرار: “إذا كانت التنمية غائبة، فإن كرامتنا حاضرة، وإذا تأخرت المجالس، فضميرنا لا يتأخر”.

لقد علمتنا هذه التجربة أن الطريق إلى التغيير لا تمر دائمًا عبر صناديق الاقتراع، بل تبدأ أحيانًا من سواعد الناس البسطاء، حين يؤمنون بقضيتهم، ويكسرون جدار الصمت، ويحملون المسؤولية بأيديهم، ولو كانت مثقلة بحجارة الجبل.

واليوم، وبينما تشق ساكنة إيدودير طريقها نحو الأمل، يبقى السؤال مفتوحًا:
أين المجالس المنتخبة من هذا الإنجاز؟ وهل تتحرك الإرادة السياسية بعد أن سبقتها إرادة المواطن؟

 


تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد