أطلس سكوب
أكد المشاركون في الندوة الإفريقية – الأوروبية، حول الحوكمة المسؤولة للذكاء الاصطناعي، التي انطلقت أشغالها اليوم الخميس بوجدة، أن التقدم التكنولوجي يجب أن تواكبه حوكمة أخلاقية ومسؤولة لضمان مستقبل رقمي شامل وعادل.
وشدد المتدخلون خلال افتتاح هذا اللقاء، الذي تنظمه جامعة محمد الأول بوجدة، على مدى يومين، على ضرورة التعاون بين الجهات الأوروبية والإفريقية لتحقيق هذا الهدف.
وتشكل هذه الندوة، المنظمة بشراكة مع مجلس جهة الشرق، ومعهد أفريقيا للذكاء الاصطناعي، ومؤسسة آنا ليند، ومعهد أوروبا للذكاء الاصطناعي، وبيت الذكاء الاصطناعي، وبدعم من المفوضية الأوروبية، ورعاية اليونسكو، مناسبة للتفكير واقتراح توصيات لضمان حوكمة أخلاقية وشاملة للذكاء الاصطناعي كرافعة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية والتكنولوجية.
ويناقش المشاركون في هذا اللقاء العلمي، من خبراء في مجال الذكاء الاصطناعي، وصناع القرار السياسي، وباحثين، وفعاليات المجتمع المدني من إفريقيا وأوروبا، سبل ضمان حوكمة أخلاقية وشاملة للذكاء الاصطناعي، حتى لا تصبح هذه الثورة التكنولوجية فجوة بل رافعة توفر الفرص للجميع.
وفي هذا الصدد، اعتبر المتدخلون أن “الذكاء الاصطناعي يمثل ثورة تكنولوجية كبرى، ويشكل جزءا من حياتنا اليومية من خلال الخوارزميات وفضاءات تواصلية”، مؤكدين أنه يجب ألا تتحول هذه “القطيعة” إلى فجوة تكنولوجية أو أخلاقية بين مناطق العالم.
وأبرزوا التقدم الذي حققه المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال مقاربة تعتمد على الاستخدام المسؤول والأخلاقي لهذه التكنولوجيا، معتبرين أن هذه الندوة تهدف إلى توفير فضاءات للنقاش لضمان مستقبل رقمي شامل وأخلاقي.
وقال نائب رئيس مجلس جهة الشرق، علاء الدين بركاوي، في مداخلته، إن هذا اللقاء يوفر فرصة فريدة لاستكشاف سبل تطوير وإدماج الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول، مشيرا إلى أن مجلس الجهة يعطي أهمية كبيرة لهذا المجال ويضعه ضمن أولوياته الرئيسية.
وأضاف “أنه يشكل أيضا رافعة لتعزيز علاقات التعاون الدولي اللامركزي”، مجددا التزام المجلس لصالح التحول الرقمي.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكد رئيس جامعة محمد الأول، ياسين زغلول، على أهمية هذه الندوة الأفرو-أوروبية لمناقشة جميع الجوانب المتعلقة بالأخلاقيات واستخدام الذكاء الاصطناعي، مضيفا أن هذا الأخير أصبح واقعا ملموسا، وأن الجامعة يجب أن تلعب دورها في تطوير هذا المجال، مشيرا إلى أن الجلسة الافتتاحية تميزت بتوقيع اتفاقيات شراكة تتعلق بالتكوين والبحث العلمي ودعم الجامعة في هذا المجال الحيوي للمستقبل.
وأوضح أيضا أن الجامعة، التي تضم فرق بحث ومختبرات ومشاريع بحثية، تركز على الذكاء الاصطناعي في مجالات الصحة والزراعة والطاقة، حصلت على جائزة أفضل جامعة إفريقية في الذكاء الاصطناعي السنة الماضية.
من جانبه، أشار المدير التنفيذي لمؤسسة آنا ليند، جوزيب فيريه، إلى الأهمية التي يكتسيها هذا الحدث لكونه يجمع بين ممثلي المجتمع المدني، وصناع القرار السياسي، والأكاديميين، حول موضوع التكنولوجيا الحديثة، معتبرا أن الحكامة الجيدة يجب أن تعتمد على المشاركة الجماعية والشفافية.
وقال إن “المؤسسة تعمل على تعزيز الروابط بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط، ونحن سعداء جدا بالمشاركة في هذه التبادلات والمساهمة في نجاح هذا اللقاء”.
من جهته، ذكر مسؤول برنامج العلوم الاجتماعية والإنسانية بمكتب اليونسكو المغرب العربي، أرمين إبريسموفيتش، بأنه في سنة 2021، تبنت 193 دولة عضو في اليونسكو التوصية الخاصة بأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، والتي تعد أول نص معياري عالمي في هذا المجال، مؤكدا “أننا اليوم نرى أن التكنولوجيا والابتكار لا يمكنهما النجاح دون أخلاق”.
واعتبر أن هذه الندوة تشكل فرصة للتقدم وخلق جسور بين إفريقيا وأوروبا حول هذا الموضوع الهام.
أما رئيس معهد أوروبا للذكاء الاصطناعي، ماركو لاندي، فركز على ثلاثة أهداف رئيسية، وهي تحسيس الجمهور، واطلاع الشباب بأهمية الذكاء الاصطناعي، ومساعدة الشركات على استخدامه.
ومع