المسلك سعيد
* الإطار المرجعي العام للزيارة :
تقوم أربع مؤسسات تعليمية تابعة للمديرية الإقليمية لأزيلال بتنزيل برنامج التعاون بين وزارة التربية الوطنية و التعليم الأولي و الرياضة و منظمة اليونيسيف في إطار تعزيز برنامج العمل المسطر بين الأكاديمية الجهوية للتربية و التكوين بني ملال خنيفرة، الذي يروم تنفيذ و تفعيل ثلاث برامج كبرى متعلقة بمواكبة اليافعين و الشباب في مرحلة البلوغ (الدليل الصحي) و برنامج أبشيفت لتنمية المهارات الحياتية لتعزيز الفكر النقدي و الإبداعي من أجل تحقيق النجاح في التعليم و التوظيف و الأهداف الشخصية ثم برنامج الترافع بالوسط المدرسي حول مواضيع ذات صلة بحقوق الطفل في: التمدرس، الحياة الكريمة ،التنمية الشمولية عبر إكساب مهارات الحس المقاولاتي ، تأهيل القدرات الحياتية و الانخراط المدني و تحمل المسؤولية من خلال الاشتغال على مشاكل اجتماعية محلية تنتظر حلولا واقعية . و يتم الاشتغال على هذه المحاور الكبرى من خلال دلائل و مجزوءات متطورة المحتوى عبر حصص و ورشات تتم داخل قاعات الأنشطة المندمجة التابعة للمؤسسات التعليمية. و قد اشتغلت لحد الأن على حوالي 16 مجزوءا بالإضافة إلى تنظيم عشرات الأنشطة موزعة على كل برنامج على حدة.
*تكوين و تأهيل فريق الترافع بثانوية ولي العهد الإعدادية :
في هذا الصدد، تم تأهيل فريق الترافع بالوسط المدرسي داخل المؤسسة منذ بداية سنة 2024، و تلقى تكوينا مهما عبر ثلاث حلقات أساسية مقسمة إلى مجموعة من الحصص و الأنشطة المتسلسلة و المترابطة عضويا مع بعضها البعض لضمان استفادة علمية و منطقية مثالية من محتويات التكوين. فضمت الحلقة الأولى أنشطة مسيرة الحقوق و لماذا نحن هنا؟ و نحن أيضا قادرون ثم حقوقنا كأطفال. فيما ضمت الحلقة الثانية أنشطة شجرة المشاكل ومعطياتي الموثوق بها، ونشاط الأهداف الذكية ونشاط فلنتمم خطتنا وصياغة البطائق الترافعية المفصلة و الموجزة. أما الحلقة الثالثة فتحتوي على نشاطين أساسيين هما صياغة الرسائل الترافعية والمحاكاة من خلال لعب الأدوار حول كيفية إجراء المقابلات مع المسؤولين المحتملين أثناء طرح المشكل المتفق عليه من طرف الفريق بتنسيق مع الإدارة التربوية.
*استقبال السيد عامل الإقليم لفريق الترافع لولي العهد الإعدادية:
بعد أن اتفق أعضاء الفريق على المشكل المطروح (من اختيار التلاميذ)، و الذي حدد في: “النقص الحاد في فضاءات ترفيه الطفل بالمدينة”، تم في البداية تنظيم زيارة إلى مقر رئيس المجلس الجماعي أواخر شهر أبريل من سنة 2024 في موضوع: “طلب استحداث فضاءات ترفيهية خاصة بالطفل بالمدينة” وفق ما يقتضيه التخطيط المعاصر للمدن الحديثة ، و بعد أن أدرك فريق الترافع بالمؤسسة –حسب تقدير أعضائه- أن الوعود المقدمة من طرف السيد رئيس المجلس الجماعي و المتمثلة في (قرب إنشاء مركب للترفيه بما يسمى في تصميم التهيئة ب la voie B )، قد استوفت مدتها الزمنية المقدمة خلال اللقاء دون أن تتحقق، قرر الفريق تنظيم زيارة ثانية هذه السنة إلى مكتب السيد عامل الإقليم صبيحة يوم الجمعة 2 ماي 2025 بناء على طلب كتابي تقدم به إلى ديوان سيادته يوم الإثنين المنصرم .
*جواب السيد العامل على الموضوع المترافع عليه من طرف الفريق :
في البداية، عبر عامل الإقليم عن فرحته و سعادته باستقبال فريق الترافع من اليافعين مشيرا إلى أن المغرب اليوم لا يمكنه إلا أن يكون فخورا بجيل صاعد يحمل هموم الترافع عن قضايا تنموية و حقوقية من هذا القبيل داخل حيه و مدينته التي تشكل مجتمعا مصغرا يسعى من أجل تعييره نحو الأفضل . و أضاف عامل الإقليم أنه سيكون من أهم أسباب سعادتنا جميعا رؤية هؤلاء اليافعين يكرسون تعزيز الانخراط المدني الفاعل بشكل مبكر ، ما يجعل تفاؤلنا كبيرا ، مضيفا : “أنتم من سيقود مغرب الغد ، فاشتغلوا أكثر فالجميع يثق في قدراتكم”.
بعد ذلك، حاول السيد العامل تبسيط بعض المعطيات المتعلقة بمساحة الإقليم الشاسعة وعدد الساكنة التي تقطن هذا المجال الجغرافي ليخلص إلى تفسير بعض التفاوتات المجالية بين المراكز الحضرية والقروية لا من حيث الحاجيات و المتطلبات التنموية و لا من حيث الموارد المالية المتاحة.
و أضاف في معرض مناقشته لموضوع المرافعة أن جهود الدولة المغربية ضخمة رغم التحديات في النهوض بالأوضاع الاقتصادية و الاجتماعية للعديد من الجماعات الترابية التي لا زالت تشق طريقها في التنمية و منها مدينة أزيلال.
و قدم المسؤول الإقليمي معطيات مختصرة عن جهود الدولة في التمدرس مقارنة بين الأمس و اليوم، و محاربة الهدر المدرسي و تعميم الكهرباء بكل المناطق النائية و غيرها مما يتيح للأطفال على وجه الخصوص فرصا للتعليم و تسطير مسار ناجح في المسيرة التعليمية التعلمية.
و في النقطة الثانية من معرض تدخل السيد العامل تطرق إلى ضرورة اشتغال الفريق على أساس “تدقيق مفهوم فضاء اللعب و توسيع دائرة تعريف الترفيه”. وحبذ فكرة اشتغال المجالس الجماعية على تثبيت فضاءات الرياضات الجماعية داخل الأحياء مثلا على غرار بعض الدول الغربية (فضاء كرة السلة، كرة اليد والتمارين الرياضية…كما ثمن فكرة الزيادة في عدد الحدائق و فضاءات تنمية بعض المهارات الذهنية كالشطرنج…الخ داعيا الفريق إلى “توسيع دائرة المطالب” في هذا الصدد.
*تفاعل التلاميذ المترافعين:
التلميذة آسية الركراكي ركزت على أن غاية الفريق هي حث المسؤولين بكل المجالس المنتخبة على جعل ترفيه الطفل من البرامج المهمة في محفظاتهم العقائدية عوض النظر إليها كمسألة جد ثانوية لما “للترفيه واللعب من أهمية قصوى في تنمية شخصية الطفل وتطوير قدراته العقلية والفكرية والجسدية “. و أضافت أن الحدائق لوحدها لا تفي بتحقيق غرض ملامسة عمق مفهوم الترفيه و أن ملاعب القرب مثلا لا تسمح سوى بممارسة كرة القدم بالمدينة و لفئات معينة أحيانا ، في حين أن الترفيه و اللعب في مفهومه الشمولي يجمع بين الترويح و اللهو و الاستجمام و المتعة النفسية . فالأرجوحات مثلا –تضيف التلميذة المترافعة- و الدوامات الدائرية tour de manège و البانجالو… و غيرها من الألعاب التي تمتع الطفل (مما قد لا يمكن توفره داخل دور الشباب مثلا) تعرف الفضاءات المخصصة لها نقصا حادا للغاية ، هذا مع اكتظاظ المتوفر منها خلال العطل و أيام الأحد. فما أحوجنا إلى إنشاء مركبات جوارية للقرب خاصة بترفيه الطفولة المحلية تختم المتحدثة.
في ختام هذا اللقاء ، تقدم السيد العامل بتشكراته الخالصة لأعضاء الفريق على الاهتمام بالموضوع ترافعه الراقي حول المطلب و تفاعله الإيجابي في النقاش، مؤكدا على أنه سيوضب لقاء مع بعض المسؤولين الآخرين عن تسيير أمور المدينة كرئيس المجلس الجماعي و رئيس المجلس الإقليمي و مسؤولين عن التعليم حول الموضوع من أجل حلول على المدى القريب.