أطلس سكوب
أطلس سكوب موقع اخباري مغربي
afterheader desktop

afterheader desktop

after Header Mobile

after Header Mobile

اليوم العالمي للحمار

بقلم : جمال اسكى

أكتب اليوم بمناسبة عالمية لامعة تستحق الإحتفال: اليوم العالمي للحمار. هذا المخلوق الوديع، الذي يشتغل ليل نهار، في جميع الفصول والظروف، دون تغطية صحية ولا تقاعد ولا حتى ظروف حياة لائقة وكريمة.. والأدهى والأمر، قبل وبعد كل ذلك، تلك النظرة الإزدائية التحقيرية الدونية التي ينظر بها المجتمع ” نكار الخير” إلى الحمار.
ترى، ما هو الذنب العظيم الذي اقترفه الحمار حتى يستحق تلك المكانة الدنيئة في أسفل ترتيب المخلوقات؟ هل، فعلا وحقا، الحمار غبي كما يتم تصويره في المخيال الجمعي المجتمعي؟ وإذا سلمنا، فرصنا، بهذه الفرضية المفروضة، فهل الحمار وحده هو “الغبي” فوق هذا الكوكب؟ هل المخلوقات الأخرى كلها عاقلة فطنة ذكية إلا الحمار المسكين؟ هل اجتاز الحمار امتحانات الفزياء والرياضيات والتربية الإسلامية وسقط فيها جميعا؟
لماذا يطلق لفظ “الحمار” على كل بشر فاقد للحس والذوق والأخلاق والفطنة والذكاء وروح العمل؟ أليس هذا جحود لجهود الحمار المضنية طيلة حياته؟ هل هناك من المخلوقات الأخرى من يشتغل وينتج بجد وهمة ونشاط بلا كلل ولا ملل ولا احتجاج؟ هل تصورتم حياة الملايين من البشر فوق كوكب الأرض بدون استخدام الحمير في أشغالهم الشاقة اليومية؟
آن الآوان أن نعترف للحمار بدوره المحوري في منظومة الحياة.. حان وقت أن نكف عن نعت من يشتغل أكثر ب”حمار الطاحونة” تقليلا من قيمته، وازدراء لمكانته واعتباره. يجب أن تمنح الرواتب السمينة لمن يشتغل أكثر.. يجب أن تعطى الامتيازات لمن ينتج أكثر.. يجب أن تمنح المنصات والميكروفات والشواهد التقديرية لمن يحرك عجلة الاقتصاد ودواليب الإدارة ودورة الحياة إلى الأمام.. لا لمن يجلس في الغرف المكيفة.. ويرتدي ربطة العنق المزركشة.. ويحضر التجمعات لالتقاط الصورة.. فإذا فرغ، نادى على العامل الحقيقي واصفا إياه ب” أجي أهذاك الحمار”.. فالحمار شريف محترم كريم، لو كنتم تشكرون.. أو على الأقل، تنصفون…

بقلم : جمال اسكى


تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد