afterheader desktop
afterheader desktop
after Header Mobile
after Header Mobile
مسيرة ايت بوكماز حدث تاريخي وتجسيد لمعاناتهم
بقلم : محمد قافو
ازول ،
يوجد في النهر ما لايوجد في البحر ، فكثيرا ما تموت الأفاعي بسم العقارب .
إن الكثير من سكان المدن ينظرون إلى الأهالي ، أي ساكنة الجبال بنظرة إزدراء واحتقار ، فيعتقدون أن أمازيغ الجبال لا يستطيعون تغيير ما بأنفسهم وتنمية مجالهم الجغرافي . فهذا الاعتقاد الخاطئ ناتج عن ايديولوجية المستعمر وأهل فاس ، والذين فرقوا المغرب الى مغرب نافع وغير نافع .
والحقيقة أن أبناء الجبل ابطال قد استطاعوا أن يهزموا المستعمر الفرنسي الغاشم في عدة معارك . لقد ترك هذا الانتصار حقدا وضغينة في نفوس السلطات الفرنسية وبعض المغاربة الخونة . فاحتقروا إنسان الجبل وحاولوا تهميشه اقتصاديا ، ثقافيا ولغويا ، فاعتبروه مواطنا من الدرجة الثانية . إلا أن المسيرة التي نظمتها ساكنة ايت بوكماز كسرت شوكة المتطاولين عن القانون وذوي الغطرسة، والتعسف . فهذا الحدث يعتبر درسا للمسؤولين ، حيث يبين أنه حان الوقت ليصرخ الجبل ويدعو إلى الحرية والعدالة الإجتماعية وتحقيق مساواته مع السهل الذي يعيش في النعيم .
إن هذه المسيرة تجسد ما تعانيه الساكنة من إقصاء في المجال الاقتصادي والاجتماعي . الشيء الذي يميزها عن المسيرات الأخرى هو أنها تكونت بالصدفة دون زعيم سياسي أو نقابي تسيره الايديولوجيا المقيتة .إلا أن بعض الخونة الجبناء يدعون عكس ذلك ويريدون تشويه سمعة الأبطال الشرفاء .
أيتها الأمهات في ايت بوكماز ، عليكم بالاحتفال وذلك برقصة ” أدرسي ” والزغاريد إعلانا عن فرحتكن وتشجيعا لأشبالكن الذين استطاعوا غسل بعض الأدمغة من اللامبالاة والتهور والهروب من المسؤولية.إن أين بوكماز استطاعوا أن يضعوا الرجل المناسب في المكان المناسب قصد تدبير شؤونهم المحلية ، فهذا الرجل يعتبر أبا طيبا لهؤلاء المواطنين ، فقد حاول ان يفرق بين مهامه والحق فانظم الى صفوف المقهورين والمطلوب على أمرهم ، وهذا ما النجده في المناطق الأخرى بالاقليم.
سكن أيت بوكماز ، لقد دخلتم الى التاريخ بهذا الحدث العظيم ، حيت تجاوزتم مجتمع الأقنان فاصبحتم أسيادا . أما نحن فلازلنا مكبلين بالعبودية والتكلف . وقد استطاع الكثير منا أن يحارب الأمية فاعلم الحروف الأرمية العربية ، إلا أننا لم نستطع محاربة الفكر العبودي والتكلف ، فأصبحنا لانستطيع أن نميز بين حقوقنا وواجباتنا.
فكلما تقربنا من الإدارة للدفاع عن حقوقنا وقضاء أغراضنا الإدارية نشعر بالخوف كأننا ارتكبنا جريمة . نفضل العودة للقرية ونبتعد عن المؤسسات .
وهكذا نعيش في عالم البؤس والفقر والإقصاء مطمئنين لأننا لا نربط المسؤلية بالإنسان ، بل نردها للإله. ونقول بلغتنا الأم : ايدا ديوي ربي أيا ، أي أن الله هو الذي أراد لنا هذا الوضع المزري .
تنمرت
تعليقات الزوار