أطلس سكوب
أطلس سكوب موقع اخباري مغربي
afterheader desktop

afterheader desktop

after Header Mobile

after Header Mobile

ظاهرة الهدر المدرسي تهدد مستقبل أطفال دوار أيت عنيناس باقليم أزيلال

بقلم محمد اغراس

يقول مالكوم إكس “إن التعليم هو جواز سفرنا للمستقبل لأن الغد ملك لأولئك الدين يعدون له اليوم”. أستحضر  روح هذا الكلام و أتساءل مع نفسي و معكم ومع الأسر والمسؤولين أين هو جواز سفر أطفال دوار أيت عنيناس جماعة ايت تمليل، إقليم أزيلال، الذي ضاع خارج منظومة التربية والتعليم بفعل فاعل، رغم الخطط المختلفة التي وضعتها الحكومة لتعميم التعليم وجعله إجباريا إلى سن 16 سنة.

مسببات الهدر المدرسي

يقول محمد، وهو من سكان المنطقة، لأطلس سكوب، إن الهدر المدرسي وباء فتاك يفتك بفلذات أكبادنا منذ القدم ولا زال لليوم نزيف الهدر المدرسي لم يتوقف بعد، رغم أن الثانوية الإعدادية بأيت تمليل والتأهيلية بمدينة دمنات بعيدة كل البعد عن الأسر التي تقطن في بيوت طينية متناثرة ومتباعدة في أعالي جبال أيت مديوال، لذلك يمتنعون عن إرسال أبنائهم وخاصة الفتيات إلى مركز ايت تمليل، أو مدينة دمنات، أما أولئك الذين تحدوا الظروف وحالفهم الحظ وجلسوا على مقاعد الدراسة، فإن مسارهم ينتهي في المستوى الإعدادي على أكثر تقدير، إلا أن كنت من ذوي المعجزات الإنسانية فتنال  شواهد عليا وهم قلة..

ويؤكد هذا المواطن أن مبررات وأسباب التسرب أو الهدر أو الانقطاع تختلف حسب الأسر وطبيعتها لكن يتداخل فيها ما هو اجتماعي، واقتصادي، وسياسي، وما هو مجالي جغرافي لكن النتيجة واحدة. ويؤكد أن الأخطر من ذلك أن بعض الأسر  لم تتوانى عن منع بناتهم من استكمال تعليمهن الإعدادي في الداخليات التي أنشئت لغرض تقريب التلاميذ من المدرسة، ببساطة لتفضيلهم تزويجهن في سن مبكرة. أما بالنسبة لأغلبية الذكور فيصبحون مشروع يد عاملة في الضيعات الفلاحية وأوراش البناء في المدن الكبرى. والبعض منهم يتجه إلى المدارس العتيقة ليتفقه علم الحديث والقران.

الهرب نحو النفق المسدود

غادرت عائشة اسم مستعار (18 عامًا) مدرستها التي تقع في منطقة في المغرب العميق أو المغرب غير النافع، دوار أيت عنيناس بالضبط عندما كانت تبلغ من العمر 13 سنة، أسوار المدرسة بعد حصولها على الشهادة الابتدائية ولم تلتحق بالثانوية الإعدادية بفعل فاعل.

عائشة هي طفلة  واحدة من مئات التلاميذ الذين غادروا مقاعد الدراسة في سنّ مبكرة نحو النفق المسدود، حيث تقول متحدثة عن تجربتها “ قدرنا نحن فتيات أيت عنيناس هو مغادرة المدرسة في سن مبكرة..لكن بعد مغادرتها بسنوات نحس أن وجودنا صار من العدم ولا يبقى لنا سوى الزواج كحل بديل لإنقاذ حياتنا من كابوس ”.

تضيف عائشة في حديث لـ أطلس سكوب’ “عندما غادرت مدرستي كنت طفلة صغيرة لم أكن أعرف قيمة التعليم والتعلم كباقي فتيات الدوار،  لم تكن عائشة الوحيد التي غادرت الحجرات الدراسية لكن اليوم. تواصل كلامها” أتمنى لو أنني أعود إلى مقاعد الدراسة حتى لأيام معدودات… أشتاق إلى الجلوس في الطاولة والقلم في يدي والكتاب أمامي وخلفي، والأستاذ يشرح دروسي”

عندما بلغت 18 عشرة قررت عائشة أن تعود الى الدراسة من بوابة الثالثة اعدادي أحرار. وحلمها أن تحصل على الشهادة، لتكمل مسارها الدراسي في بكالوريا حرة، وتضيف لما الالتحاق بمعاهد و مدارس وجامعات، لتكون مثال يحتدى به في الإصرار وحب العلم والمعرفة لباقي أطفال أيت عنيناس.

تستأنف محدثتنا ملخصة تجربتها مع مغادرة المدرسة باكرا” إعتقدت أن المدرسة هي الجحيم لكنني اليوم تيقنت أنها جنة على الأرض لكن للأسف كانت أمي وأبي وأسرتي غير متعلمين ولم يقوموا بتوجيهي إلى الطريق الصحيح… أنصح كل الأطفال والتلاميذ بالتشبث بالتعليم والعلم فهو الوسيلة الوحيدة للنجاة من براثن الفقر والجهل والاستغلال الاقتصادي”.

 الأمل في المستقبل

يرى الحسين بنظرة تفاؤل وأمل كبيرين أن مستقبل أطفال أيت عنيناس، سيتحسن مقارنة بالأعوام الماضية، وقال بأن بوادر التغيير بدأت تطفو إلى السطح، ويظهر بريق الأمل المفقود.” أصبحنا نرى أباء وأمهات ساكنة أيت مديوال يرسلون أبناءهم إلى الحجرات الدراسية، واستكمال مسارهم التعليمي في الاعداديات والثانويات. ويضيف أن وعي وثقافة التمدرس، نتنشر يوما بعد يوم بفضل الجهود المبذولة من طرف الدولة كمليون محفظة، والدعم الاجتماعي للأسر، وغيرها من التدابير التي جعلت الأسر تزرع بذور المعرفة والعلم في عقول أطفالها”.

إن الحل في إنقاذ شريحة مهمة من الأطفال من شبح الهدر المدرسي هو التكثيف المستمر في التحسيس والتأطير وتقديم الدعم المادي والاجتماعي لأسر، وتوسيع شبكات المطاعم المدرسي، والداخليات وتعميمها على جميع أطفال أيت عنيناس وتجهيزها وترميمها والعناية بها.

بناء ثانوية اعدادية جديدة في مركز أيت مديوال، كحل بديل للحد من الهدر المدرسي، وتوفير النقل المدرسي لفائدة الأطفال غير المستفدين من الداخليات والإيواء.

الزيادة في المنحة التي تقدمها الحكومة للتلاميذ في وضعية هشة في إطار برنامج تيسير،وتعبئة لهذا المشروع الكبير الذي أنقذ فئة عريضة من شبح التسرب المدرسي.

انخراط المؤسسات التعليمية،وجمعياب أولياء وأمهات التلاميذ،والأساتذة،والمربين، ومؤسسات محلية، وجهوية، ووطنية، من أجل وضع خطة ميدانية لمحاربة الهدر المدرسي من جذوره، لحث الأباء والأمهات على تدريس أبنائهم خاصة في المغرب العميق، وتوضيح لهم أهمية التعليم و أثره الإيجابي في حياة أبنائهم وبناتهم.


تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد