في مثل هذا اليوم سقط رأسي الأصلع على حصير مصنوع من ” الدوم المقوى” خصيصا لاستقبال مقدمي السعيد.. مباشرة بعد هبوطي على سطح كوكب الأرض من خلال مقصية تاريخية، صرخت باكيا من الخوف والفزع لأنني شاهدت وجهي في المرآة حينها وكان شعري أشقرا..
ظننت، للوهلة الأولى، أنني ولدت في القارة الأوروبية، لذلك غضبت وصرخت وبكيت.. كنت أريد أن أولد في المغرب.. فقد كنت، قبل الولادة، أمر ذات يوم بجوار المدرسة فسمعت أستاذا يدرس لتلامذته: المغرب أجمل بلد في العالم.. كان تلميذ مجتهد يرددها بحماس: المغ.. المغ.. المغر.. المغرب أج.. أج.. أجمل بل.. بلي.. بليد في العا.. العام.. وعندما كبرت تأكدت فعلا وحقا أن المغرب أجمل بلد في التلفزة المغربية..
فجأة سمعت زغرودة من شحرورة فتأكدت أن رأسي سقط في المغرب، فانقلب حزني فرحا وصراخي ضحكا.. كم أنا محظوظ أن أولد في أجمل بلد في العالم.. نعم فقد كان مولدي المبارك، علامة فارقة في التاريخ الحديث، ازددت يوم السبت الذي كان يصادف السوق الأسبوعي في قريتنا.. وكان أهل القرية يعتبرون الضيف الذي يأتي يوم السوق “شريفا”.. لأنه يوم “الوزيعة المقدسة”..
نواصل بعد الفاصل رأفة بالمجتمع الأزرق الذي لم يعد يحتمل القراءة المسترسلة..
جمال أسكا