كثر اللغط، مؤخرا، حول استيراد السيدة الحكومة، مشكورة، للأبقار البرازيلية.. الكثير ممن لا يفهمون ولا يستوعبون الأبعاد الجيو-استراتيجية للقرارات المصيرية للحكومة المغربية تحدثوا بسوء وبتنمر عن هذا القرار الحكومي الحكيم.. الكثير اتخذ من المظهر الخارجي لأبقار البرازيل الشقيق مادة دسمة للسخرية والتهكم.. فمنذ متى كانت المظاهر تهم؟ ألستم، أنتم، من تقولون: المظاهر خداعة..
أرى أنه من واجبي، كمحلل ، أن أوضح حيثيات اتخاذ الحكومة لقرار شجاع، يستحق التصفيق، باستيراد الأبقار البرازيلية.. فالسياق السياسي لهذه الخطوة المحمودة واضح وله علاقة مباشرة بمباراة المغرب والبرازيل.. فهذا القرار لم يكن من أجل جلب ” اللحم” فالمغاربة ” شبعانين لحم”، وإنما هي طريقة علمية مجربة لتلقيح الحيوانات البرمائية والبويضات المغربية بالجينات الكروية البرازيلية.. فالبرازيل هي المصدر الأول لنجوم كرة القدم والمغرب، مؤخرا، اقتنع أنه يمكن أن يصبح ” برازيل إفريقيا“..
لقد كان يمكن للحكومة المغربية استيراد الأبقار السودانية مثلا، وهي أكثر سمنة واكتنازا باللحم والشحم، لكن حكومتنا الموقرة علمت، طبيا، أن ” البنة في العظم البرازيلي” و أن حل معضلة الشباب المغربي يكمن في تخريج مائة ألف لاعب، بمواصفات برازيلية، كل سنة و” تصديرهم” إلى الليغا والتشامبيونس ليغ مقابل مائة مليون يورو للرأس الواحد.. هل فكرتم كم من المال سيربح المغرب من هذه ” البيعة وشرية”؟
قرائي الأعزاء:
لا تغرنكم مظاهر الأبقار البرازيلية العجفاء فهي تحمل ” فراقش” كروية من الطراز العالي.. ما أن يلتهم المغاربة ” كراعينها” حتى يلدوا أبناء ” يركلون” الكرة وهم ما يزالون في بطون أمهاتهم.. وما أن يخرجوا حتى يلتحقوا بأكاديمية كرة القدم ومن هناك إلى أوروبا، عبر قوارب ستخصص لهذا الغرض، من أجل الإحتراف على أمل أن لا يكون هناك انحراف.. لا تتنمروا على النظرات “الغامزة” للأبقار البرازيلية فهي اعتادت التحرش في شوارع ساوباولو.. ست”تكيف” مع الأجواء المغربية بعد أن تلتهم ما لذ وطاب في ” البركاصة” وتلعب دورا مهما في تنقية المدن المغربية دون الحاجة إلى شركات النظافة…
#tanzing
بقلم جمال أسكا